نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 20
و
أما أنّه لا بد و أن يتعذر على المبعوث إليه المعارضة؛ لأنّه لو لم يكن كذلك؛ لكان
النّبي مساويا لمن ليس بنبىّ فى ذلك، و يخرج المعجز عن كونه نازلا من اللّه- تعالى-
منزلة التصديق.
و
هل يشترط [11]// أن يكون المعارض مماثلا لما أتى به الرّسول ينظر، فإن كان تحدّيه بخارق
معيّن و أنّ أحدا لا يقدر على الإتيان بمثله؛ فلا بدّ من المماثلة.
و
إن لم يكن ما تحدى به معيّنا؛ بل قال إنّنى آت بخارق للعادة و لا يقدر أحد على الإتيان
بالخارق، فأكثر أصحابنا اشترطوا المماثلة أيضا.
و
الّذي اختاره القاضى:
أن
المماثلة غير مشترطة؛ و هو الحق لتبيين المخالفة فيما ادعاه.
و
أما أنّها لا بدّ و أن تكون ظاهرة مع دعوى النّبي و على وفقها:
فلأنّ
الخارق لو ظهر على يد غير مدّعى النّبوّة، أو على يده لكن على خلاف ما ادّعاه؛ فلا
يكون نازلا منزلة التّصديق من اللّه- تعالى- له و لا يشترط التّصريح بالتّحدى كما ذهب
إليه بعضهم؛ بل يكفى فى ذلك قرائن الأحوال، و ذلك كما لو ادّعى النّبوة فقيل له لو
كنت صادقا؛ لظهرت الآية على صدقك؛ فدعا الله- تعالى بظهورها؛ فظهورها يكون دليلا على
صدقه، و يكون ذلك نازلا منزلة التّصريح بالتّحدى.
و
أمّا أنّه يجب أن لا يكون ما ظهر على يده مكذّبا له:
و
ذلك كما إذا قال أنا رسول، و آية صدقى أن ينطق الله- تعالى يدى فلو نطقت يده قائلة
إنه كاذب فيما يدّعيه؛ لم يكن ذلك آية على صدقه؛ بل على كذبه؛ لأن المكذب هو نفس الخارق،
و هذا بخلاف ما لو قال آية صدقى إحياء هذا الميّت فأحياه قائلا:
إنّ
هذا المدّعى كاذب و استمرّ على الحياة و التّكذيب؛ فإنه لا يعتدّ بتكذيبه و لا يكون
مؤثرا فى دلالة الاحياء على صدقه؛ إذ المعجز إنّما هو الإحياء و هو غير مكذّب له، و
المكذّب إنّما هو كلام الشخص الّذي خلقت فيه الحياة، و هو غير معجز، و هذا/ مما لا