نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 190
قولهم:
إن المتسورين عليه كانوا من البشر؛ فهو أيضا من مخرجات الخصوم، و احتمالاتهم البعيدة؛
و هو على خلاف اتفاق الرواة المشهورين الثقات العارفين من المفسرين.
و
ما ذكروه: من الترجيح بين ما ذكرناه من القصة، و بين ما ذكروه من الاحتمال؛ فهو فرع
كون ما ذكروه منقولا، و ليس كذلك؛ بل ما ذكروه إنما هو مجرد احتمال، و المنقول ما ذكرناه؛
فلا ترجيح لغير المنقول على المنقول.
قولهم:
سلمنا أن الداخلين عليه كانوا ملائكة، و لكن ليس فى ذلك ما يدل على كونه مذنبا.
قلنا:
دليله ما أسلفناه بالروايات عن الثقات من كثرة بكائه و تضرّعه، و تفرّق الوحوش من حوله،
و قوله- تعالى- فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ.
و
قد بينا فيما تقدم أن المغفرة تستدعى سابقة الذنب.
و
على هذا فما ذكروه من الروايات. إما أن تكون مشتملة على الذنب: أو غير مشتملة عليه.
فإن
كان الأول: فهو المطلوب.
و
إن كان الثانى: كان الترجيح لما ذكرناه من الرواية؛ لما فيها من موافقة الظواهر الدالة
على كونه مذنبا.
قولهم:
إنه رتب على القصة/ ما يلائمها بتقدير كونه مذنبا.
قلنا:
ما ذكروه إنما كان مرتبا على استغفاره، و سجوده، و خضوعه و بكائه، و ندمه على ذنبه
لا على نفس الذنب؛ فيكون ملائما؛ و الله- تعالى- أعلم و أحكم.