نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 184
قولهم:
فى الوجه الثانى من التفصيل: أنه من المحتمل أنّ الله تعالى كان قد عرّف موسى استحقاق
القبطى القتل. باطل بما بيناه من أن موسى فى ذلك الوقت لم يكن قد أوحى إليه بعد، و
لا كان رسولا، و على هذا؛ فقد بطل ما فرعوه من تخريج الإلزامات على ترك المندوب من
تأخير قتل القبطى.
إمّا
أن يكون قد صدر من هارون ذنب يستحق به إيقاع ذلك الفعل به، أو أنه لم يصدر منه ذلك.
فإن
كان الأول: فقد أذنب هارون.
و
إن كان الثانى: فموسى يكون مذنبا بإيذائه لهارون، و أيهما قدر فهو نبىّ.
فإن
قيل: إنما يلزم ما ذكرتموه أن لو كان أخذ موسى برأس هارون على طريق الغضب، و الضرب
له. و ليس كذلك؛ بل إنما كان أخذه برأس أخيه، و جره إليه؛ لأنه رآه على جزع عظيم، لما
رأى من قومه من عبادة العجل على سبيل التوجع له، و التسكين لقلقه: كما يفعل الواحد
منا عند ما يريد إصلاح غضبان. و تسكين من أصابته مصيبه.
و
يحتمل أن موسى لما غلب عليه من الحزن، و استيلاء الفكر لما أحدثه قومه من بعده، أنه
أخذ برأس أخيه يجره إليه. لا على طريق الإيذاء له؛ بل كما يفعل الإنسان بنفسه عند حدوث
مصيبه من عض يده، و شفته، و قبضه على لحيته؛ و أجرى موسى لهارون فى ذلك مجرى نفسه؛
لأنه كان أخاه، و شريكه فيما يناله من خير و شرّ، و بتقدير
[1]
سورة الأعراف 7/ 150 و لمزيد من البحث و الدراسة راجع ما يلى:
تفسير
الكشاف للزمخشرى 2/ 119، و تفسير الرازى 15/ 13، 14، و تفسير القرطبى 4/ 2724-
2726، و مختصر تفسير ابن كثير 2/ 52.
و
شرح المواقف للجرجانى- الموقف السادس ص 145.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 184