و
وجه الاحتجاج بهذه الآية: أنه وصفه بالهم بها، و الهم بالشيء فى اللغة: هو العزم عليه.
و منه قوله- تعالى- إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [4].
[1]
سورة إبراهيم 14/ 40. و لمزيد من البحث و الدراسة بالإضافة إلى ما ورد هاهنا.
انظر:
تفسير الكشاف للزمخشرى 2/ 381، 382، و تفسير الرازى 20/ 138- 143.
و
تفسير القرطبى 5/ 3604.، و مختصر تفسير ابن كثير 2/ 302. [2]
يوسف عليه السلام: هو (يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم) عليهم السلام و هو من الرسل
الكرام الذين يجب الإيمان بهم تفصيلا فهو رسول ابن رسول و جده رسول و جد أبيه رسول
و صفه الحق تبارك- و تعالى- بقوله:
إِنَّهُ
مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ سورة يوسف 12/ 24. كما أثنى عليه سيدنا محمد- صلى الله
عليه و سلم بقوله:
(إنّ
الكريم بن الكريم بن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) رواه البخارى.
و
قد ورد ذكره فى القرآن الكريم فى 26 آية، منها 24 فى سورة يوسف، و آية فى الأنعام و
آية فى سورة (غافر). و قد وصفه الله- تعالى- بالصديقية و لهذا يسمى (يوسف الصديق) و
قصته مع اخوته و ما حدث له بعدها فى مصر حتى وصوله إلى حكم مصر مشهورة تحدث عنها القرآن
الكريم بالتفصيل فى سورة سميت باسمه عليه السلام و قد تحدث المفسرون و علماء التوحيد
عن يوسف عليه السلام و ما جرى له و ما أثير حوله من الإسرائيليات وردوا على هذا الشبه
بالتفصيل.
قال
المؤرخون: و لما اجتمع يوسف بأبيه بعد الفراق كان عمر يعقوب 130 سنة، ثم توفى يعقوب
بعد أن مكث فى مصر سبعة عشر عاما و دفن فى مقبرة جده إبراهيم عليه السلام و قد عاش
سيدنا يوسف 110 من السنين (مائة و عشرا) و مات فى مصر و هو فى الحكم و دفن بها. و قد
طلب من ربه جل و علا حين دنا أجله رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي
مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي
الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ سورة
يوسف 12/ 101 و قد استجاب الله دعاءه و سجله فى كتابه الكريم. رحمه الله رحمة واسعة.
[قصص
الأنبياء لابن كثير ص 228- 267، و النبوة و الأنبياء للصابونى ص 249- 259]. [3]
سورة يوسف 12/ 24 و لمزيد من البحث و الدراسة راجع ما يلى: تفسير الكشاف للزمخشرى
2/ 311، 312 و تفسير الرازى 18/ 117- 123. و تفسير القرطبى 5/ 3391- 3399، و مختصر
تفسير ابن كثير 2/ 246.
و
دقائق التفسير لابن تيمية 3/ 272، 273. و تفسير المنار للشيخ محمد عبده 12/ 227-
236 مسألة المراودة و الهم و المطاردة. و قصص الأنبياء لابن كثير ص 238- 240. [4]
سورة المائدة 5/ 11.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 172