و
المعجز فى اللغة: مأخوذ من العجز، و فى [11]// الحقيقة لا يطلق على غير الله- تعالى-
لكونه خالق العجز، و تسمية غيره معجزا: كفلق البحر، و إحياء الميت، و إبراء الاكمه،
و الأبرص، فإنما هو بطريق التّجوّز، و التّوسّع حيث أنّه ظهر تعذّر المعارضة، و المقابلة
من المبعوث إليه عند ظهوره و إن لم يكن هو الموجب لذلك؛ تسمية للشّيء بما يدانيه،
و ما هو منه بسبب: و ذلك كما فى تسمية مخلوقات الله- تعالى- دلالة عليه؛ لظهور المعرفة
بالله- تعالى- عند ظهورها، و إن لم تكن فى الحقيقة دالّة، إذ الدّال فى الحقيقة هو
ناصب الدّليل و هو اللّه- تعالى-، و المخلوقات إنّما هى أدلّة.
ثم
الخارق الّذي يتعذّر الإتيان به قد يكون غير مقدور للبشر: كخلق الأجسام، و الألوان،
و إحياء الموتى، و نحو ذلك؛ [2] فلا يكون ذلك فى الحقيقة معجوزا عنه بالنّسبة إليهم؛
فإنّ ما ليس بمقدور لا يكون معجوزا عنه [2].
و
قد يكون مقدورا لهم: كما لو كان تحدّيه بأنهم لا يتحرّكون فى وقت كذا. و لو أرادوا
ذلك؛ لما وجدوا إليه سبيلا. فكيف يكون ذلك معجوزا عنه بالنسبة إليهم.
و
على هذا فالعبارة الوافية بغرض المتكلم فى المعجزة: إنها عبارة عن كل ما قصد به إظهار
صدق المدّعى للرّسالة عن اللّه- تعالى.
[1]
لا خفاء أن حقيقة الإعجاز إثبات العجز. استعير لاظهاره. ثم أسند مجازا إلى ما هو سبب
العجز، و جعل اسما له. و ذكر إمام الحرمين: أن هاهنا تجوزا آخر بناء على الأصح من رأى
الأشعرى، و هو أن العجز ضد القدرة. و إنما يتعلق بالموجود. حتى إن عجز الزمن عن العقود،
لا عن القيام. و وجه التّجوز على هذا أن المراد بالعجز عدم القدرة؛ إذ لو حمل العجز
على المعارضة على المعنى الوجودى؛ لوجدت المعارضة الاضطرارية. (هامش شرح المواقف- الموقف
السادس- ص 59) و لمزيد من البحث قارن بما ورد فى: المعنى للقاضى عبد الجبار 15/
200 و ما بعدها، و أصول الدين للبغدادى ص 171 و ما بعدها، و شرح المواقف الموقف السادس
ص 59 و ما بعدها. و شرح المقاصد للتفتازانى 3/ 213 و ما بعدها. و شرح مطالع الأنظار
للأصفهانى ص 200 و ما بعدها. [11]//
أول ل 70/ أ. [2]
من أول (فلا يكون ... معجوزا عنه) ساقط من ب.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 17