و
وجه الاحتجاج به: أنه لا يخلو: إما أن يكون مطمئنا بأن الله- تعالى- يقدر على إحياء
الموتى، أو لا يكون مطمئنا بذلك.
لا
جائز أن يكون مطمئنا و إلا لما حسن قوله وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي؛ فإن طلب تحصيل
الحاصل محال.
و
إن لم يكن مطمئنا بذلك: فهو شاك متردد فى قدرة الله- تعالى- على إحياء الموتى، و الشك
فى ذلك عند الخصوم غير جائز على الأنبياء مطلقا قبل النبوة، و فى حالة النبوة.
كيف
و أن ذلك إنما كان فى حالة نبوته على ما نقله الرواة.
فإن
قيل: إن إبراهيم- عليه السلام- لم يكن شاكا فى قدرة الله- تعالى- على إحياء الموتى،
و لا فى الآية دلالة على ذلك؛ بل سؤاله يحتمل وجوها:
الأول:
أنه سأل تكثير الدلائل؛ ليكون أبعد عن اعتراض الشبه، و أنقى للخواطر و الوساوس.
الثانى:
أنه روى جعفر [2] الصادق أن الله- تعالى- أوحى إلى إبراهيم أننى أتخذ إنسانا خليلا،
و علامته أنى أحيى الموتى بسبب دعائه؛ فوقع فى نفسه أنه ذلك الخليل؛ فسأل الله- تعالى-
ذلك؛ ليطمئن قلبه أنه الخليل.
[1]
سورة البقرة 2/ 260 و لمزيد من البحث و الدراسة راجع ما يلى
تفسير
الكشاف للزمخشرى 1/ 391، 392، و تفسير الرازى 8/ 40- 46.
و
تفسير القرطبى 2/ 1105- 1110، و مختصر تفسير ابن كثير 1/ 236.
و
قصص الأنبياء لابن كثير ص 144- 147.
و
قارن بما ورد فى شرح المواقف- الموقف السادس ص 142، 143. [2]
راجع عنه ما سبق فى هامش ل 148/ ب.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 169