و
ذهبت الفلاسفة، و النصارى إلى أنه- تعالى- جوهر بسيط لا تركيب فيه. و ربما تحاشى بعض
الحذاق من الفلاسفة: كابن سينا [2]، و غيره، من إطلاق اسم الجوهر على الله- تعالى-
مصيرا منه إلى أن الجوهر: هو الّذي له ماهية إذا وجدت فى الأعيان كان وجودها لا فى
موضوع؛ و ذلك لا يكون إلا فيما وجوده يزيد على ماهيته. و البارى- تعالى لا يزيد وجوده
على ماهيته؛ بل ذاته وجوده، و وجوده ذاته؛ فلا يكون جوهرا.
لو
كان البارى- تعالى- جوهرا؛ لم يخل؛ إما أن يكون جوهرا كالجواهر، أو لا كالجواهر.
فإن
كان الأول: فهو محال لوجوه خمسة:
الأول
[4]: أنه لا يخلو: إما أن يكون وجوده واجبا لذاته، أو ممكنا لذاته.
فإن
كان واجبا لذاته: لزم اشتراك جميع الجواهر فى وجوب الوجود لذاتها؛ ضرورة اشتراكها فى
معنى الجوهرية؛ و هو محال.
[1]
من كتب أهل الحق المتقدمين على الآمدي:
انظر
التمهيد للباقلانى ص 78
و
الإرشاد لإمام الحرمين ص 46 و ما بعدها و الاقتصاد فى الاعتقاد للغزالى ص 20 و نهاية
الأقدام للشهرستانى ص 103 و ما بعدها و أساس التقديس للرازى ص 16 و ما بعدها و المحصل
له أيضا ص 113.
و
من كتب الآمدي: غاية المرام ص 182
و
من كتب المتأخرين المتأثرين بالآمدي:
انظر
شرح المواقف 2/ 340 المقصد الثالث. و شرح المقاصد 2/ 48. [2]
انظر رسالة الحدود لابن سينا ص 88 ضمن تسع رسائل فى الحكمة و الطبيعيات طبع بمصر سنة
1908 م. [3]
نقل ابن تيمية كلام الآمدي فى كتابه (درء تعارض العقل و النقل 4/ 138، 139) من أول
قول الآمدي «و المعتمد هو أنا نقول ... إلى قوله: إذن من الشرع»
نقله
بنصه مختصرا، ثم علق عليه و ناقشه فى ص 139 و ما بعدها.
ثم
عاد و نقل الوجوه الخمسة بالتفصيل و ناقشها من أول ص 149 إلى ص 175 و سأشير إلى هذه
النقول بالتفصيل. [4]
نقل ابن تيمية هذا الوجه بالمعنى و علق عليه (درء التعارض 4/ 149- 151)،
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 7