ثياب اليهود اشهدي لمحمد و لوصيه، فنطقت ثيابهم كلها: صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول اللّه حقا، و أنك يا علي وصيه حقا، لم يثبت محمّد قدما في مكرمة إلا وطئت على موضع قدمه بمثل مكرمته، فأنتما شقيقان من أشرف أنوار اللّه، أنتما في الفضائل شريكان إلا أنه لا نبي بعد محمد رسول اللّه 6، فعند ذلك خزيت اليهود، و آمن بعض النظارة منهم‌ [1].

285- و عن آبائه عن النبي 6 في حديث طويل أنه قال: يا علي سل ربك بجاه محمد و آله الطيبين، الذين أنت بعد محمد سيدهم أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت، فسأل ربه فانقلبت فضة، ثم نادته الجبال: يا علي و يا وصي رسول اللّه! إن اللّه قد أعدّنا لك، إن أردت إنفاقنا في أمرك فمتى ما دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك و تنفذ فينا قضاءك ثم انقلبت ذهبا أحمر كلها، و قالت مثل مقالة الفضة، ثم انقلبت مسكا، و عنبرا، و جواهر، و يواقيت، و كل شي‌ء مما ينقلب إليه، و نادته يا أبا حسن يا أخا رسول اللّه! نحن المسخرات لك ادعنا متى شئت؟ لتنفقنا فيما تحب و ما شئت نجيبك، و نتحول لك إلى ما شئت، ثم قال رسول اللّه 6: سل اللّه بمحمد و آله الطيبين الذين أنت سيدهم بعد محمّد رسول اللّه أن يقلب أشجارها لك رجالا شاكين الأسلحة، و صخورها أسودا، و نمورا، و أفاعي فدعا اللّه عليّ بذلك فامتلأت تلك الجبال، و الهضبات، و قرار الأرض من الرجال الشاكين الأسلحة، و من الأسود و النمور و الأفاعي، حتى طبقت تلك الجبال، و الأرضين و الهضبات بذلك، و كل ينادي يا علي! يا وصي رسول اللّه! نحن قد سخرنا اللّه لك، و ذكر كلاما طويلا كلمته به‌ [2].

286- و عن أبيه 7‌ في حديث: أن علي بن أبي طالب 7 لما رجع من صفين و سقى المؤمنين من الماء الذي تحت الصخرة التي قلبها، ذهب ليقعد لحاجته فقال بعض منافقي عسكره: سوف أنظر إلى سوءته، و إلى ما يخرج منه، فإنه يدّعي مرتبة النبي 6 لأخبر أصحابه بكذبه، فقال 7 لقنبر: يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة، و إلى التي تقابلها، و قد كان بينهما أكثر من فرسخ، فنادهما: إن وصي محمد [رسول اللّه‌] يأمركما أن تتلاصقا، فنادى فسعت إحداهما إلى الأخرى، فانضمتا، ثم أمرهما فعادتا إلى مكانهما، و رفع علي 7 ثوبه فأعمى اللّه أبصار

[1] تفسير الإمام العسكري: 66.

[2] تفسير الإمام العسكري: 116.