عمن ذكره عن موسى بن جعفر 7‌ في حديث إسلام سلمان بعد ما ذكر أن قوما أرادوا قتله لأنه لم يوافقهم على أكل الميتة و شرب الخمر، فقال لهم: لا تقتلوني و أنا أقر لكم بالعبودية؛ فباعوه من يهودي ثم باعه من امرأة، ثم رأى محمدا 6 و رأى منه دلالات و علامات؛ و رأى خاتم النبوة بين كتفيه قال: فسقطت على قدم رسول اللّه 6 أقبلها، فقال لي: يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة فقل لها يقول لك محمد بن عبد اللّه: تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت فقلت لها: مولاتي إن محمد بن عبد اللّه يقول لك: تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت: قل له إني لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة، مائتي نخلة منها صفراء، و مائتي [نخلة] منها حمراء، قال: فجئت إلى النبي 6 فأخبرته فقال: ما أهون ما سألت، ثم قال: قم يا علي و اجمع هذا النوى كله؛ فأخذه و غرسه، ثم قال: اسقه فسقاه أمير المؤمنين 7، فما بلغ آخره حتى خرج النخل و لحق بعضه بعضا، فقال له: اذهب إليها فقل لها يقول لك محمد بن عبد اللّه: خذي شيئك و ادفعي إلينا شيئنا فقال: فدخلت عليها و قلت ذلك لها فقالت: و اللّه لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء؛ قال: فهبط جبرئيل 7 و مسح جناحه على النخل فصار كله أصفر، قال ثم قال لي قل لها: إن محمد بن عبد اللّه يقول لك: خذي شيئك و ادفعي إلينا شيئا (الحديث) و فيه أنها باعته منه 6‌ [1].

121- و قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسى و محمد بن أحمد الشيباني (رض) قالوا: حدثنا أحمد بن زكريا القطان عن محمد بن اسماعيل عن عبد اللّه بن محمد بن أبي الهيثم عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس عن أبيه عن أبي طالب‌ في حديث خروج النبي 6 معه إلى الشام، و عمره ثمان سنين يقول فيه أبو طالب: و كان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج، فتسلم عليه و تقف على رأسه لا تفارقه و كانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه، و ضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين، و كنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض و يكثر الماء، و تخضر الأرض، فكنا في كل خصب و طيب من الخير، و كان معنا قوم قد وقفت جمالهم، فمشى إليها رسول اللّه 6 فمسح عليها فسارت، فلما قربنا من بصرى إذا نحن بصومعة قد

[1] كمال الدين: 165 ح 21 من الباب 9.