responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 431

و اعلم أنه حكى عن مالك و أحمد بن حنبل بل الشافعي و جميع أصحاب الحديث، النهي عن علم الكلام. و قالوا: إنّه بدعة. فكان هذا العلم في الصدر الأوّل عند المتشرّعين بمنزلة الفلسفة في العصر الأخير. و قد أفرط في ذلك كثير ممّن تأخّر كابن حزم و ابن تيمية و المتعصّبين لمذهب السلف من بعده حتّى انهم ينكرون التلفّظ بمصطلحات علم الكلام كالجسم و الجوهر و العرض و التحيّز و المكان و أمثال ذلك.
و الحقّ أن تقييد فكر الإنسان بغلّ الجمود خلاف فطرة اللّه تعالى التي خلق الناس عليها.
و كما لم يتوقّف النحو و العروض و الأدب، بل اصطلاح المحدّثين و القرّاء على ما كان عليه السلف بل زاد و تفنّن و تفرّق كذلك اصطلاح الكلام و الاصول.
قالوا: لم يبحث السّلف عن الصفات و أنّه عين ذاته أو غيره، و لم يتكلّموا في أنّه تعالى جسم أو جوهر أو متحيّز أو علة تامة أو ناقصة، و ليس في كلامهم هيولى و صورة و لا نفس و امثال ذلك.
نقول: كما أنّهم لم يبحثوا عن أسناد الحديث أنّه مسلسل أو مرفوع أو مقطوع أو مرسل، و لم يتكلّموا في موانع صرف الاسم أنّها تسع، و لم يتكلّموا في تواتر القراءات و الاكتفاء بالسبع أو العشر.
بل لم نر لفظ التجويد في كلام السلف، و لا أقسام الوقف التّام و الكافي. فاذا جازت زيادة الاصطلاح في ذلك جاز في الكلام و الاصول. إلّا أن يقال: إنّ ذاك سهل نفهمه، و الكلام أو الاصول دقيق لا نفهمه، فالايراد على قصور الفهم لا على المعنى. و لم نر في أمّة و لا طائفة من يجوّز أن يجتمع سفهاؤهم و يمنعوا عقلائهم عن التدبّر في امور لا يفهمونها، و لم يوجب أحد أن يكون الكلام و الفكر منحصرا فيما يفهمه جميع الناس من العامّة و الخاصّة لأن في ذلك إبطالا لجميع العلوم.
و نظير ذلك الأخباريّون منّا فإنّهم يستبشعون اصطلاحات الاصول كالاستصحاب و أصل البراءة، و لا يستبشعون المناولة و الوجادة و المدابجة في اصطلاح المحدّثين مع أنّها لم تكن معهودة بين أصحاب الأئمة عليهم السلام. هذا ما افاده الاستاذ العلّامة الشعراني- قدّس سرّه- في تعليقته على شرح الكافي للمولى صالح المازندرانى (ج 3 ص 198 ط 1).
قوله: اكرم المسئولين، 20/ 4
و في (م) وحدها: اكرم مسئول، بالافراد.
قوله: و سميته بتجريد الاعتقاد، 20/ 8
و في (م): و وسمته. قد تقدم كلامنا حول التجريد في تبصرة آخر المقدمة فراجع. ثم يعاضد
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست