responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 321

و الملبوسات أمور صناعية يحتاج كل منهم إلى صاحبه في عمل يستعيضه عن عمله له حتى يتم كمال ما يحتاج إليه و اجتماعهم مع تباين شهواتهم و تغاير أمزجتهم و اختلاف قواهم المقتضية للأفعال الصادرة عنهم مظنة التنازع و الفساد و وقوع الفتن فوجب وضع قانون و سنة عادلة يتعادلون بها فيما بينهم ثم تلك السنة لو استند وضعها إليهم لزم المحذور فوجب استنادها إلى شخص متميز عنهم بكمال قواه و استحقاقه للانقياد إليه و الطاعة له و ذلك إنما يكون بمعجزات تدل على أنها من عند الله تعالى ثم من المعلوم تفاوت أشخاص الناس في قبول الخير و الشر و الرذائل و النقصان و الفضائل بحسب اختلاف أمزجتهم و هيئات نفوسهم فوجب أن يكون هذا الشارع مؤيدا لا يعجز عن أحكام شريعته في جمهور الناس بعضهم بالبرهان و بعضهم بالوعظ و بعضهم بتأليف القلب و بعضهم بالزجر و القتال و لما كان النبي لا يتفق في كل زمان وجب أن تبقى السنن المشروعة إلى وقت اضمحلالها و اقتضاء الحكمة الإلهية تجديد غيرها ففرضت عليهم العبادات المذكرة لصاحب الشرع و كررت عليهم حتى يستحكم التذكير بالتكرير فيحصل لهم من تلقي الأوامر و النواهي الإلهية منافع ثلاث: إحداها رياضة النفس باعتبار الإمساك عن الشهوات و منعها عن القوة الغضبية المكدرة لصفاء القوة العقلية، الثانية تعويد النفس النظر في الأمور الإلهية و المطالب العالية و أحوال المعاد و التفكر في ملكوت الله تعالى و كيفية صفاته و أسمائه و تحقق فيضان الموجودات عنه تعالى متسلسلة في الترتيب الذي اقتضته الحكمة الإلهية بالبراهين القطعية الخالية عن المغالطة، و الثالثة تذكرهم ما وعدهم الشارع من الخير و الشر الأخرويين بحيث ينحفظ النظام المقتضي للتعادل و الترافد ثم زاد الله تعالى لمستعملي الشرائع الأجر و الثواب في الآخرة فهذه مصالح التكليف عند الأوائل.
قال: و واجب لزجره عن القبائح.
أقول: هذا مذهب المعتزلة و أنكرت الأشاعرة ذلك و الدليل على وجوب التكليف أنه لو لم يكلف الله تعالى من كملت شرائط التكليف فيه لكان مغريا بالقبيح و التالي باطل لقبحه فالمقدم مثله بيان الشرطية أن الله تعالى إذا أكمل عقل الإنسان و جعل فيه ميلا إلى‌
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست