responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 320

قال: بخلاف الجرح ثم التداوي، و المعاوضات و الشكر باطل.
أقول: هذه إيرادات على ما اختاره المصنف: الأول أن التكليف للنفع يتنزل منزلة من جرح غيره ثم داراه طلبا للدواء و كما أن ذلك قبيح فكذا التكليف.
الثاني أن التكليف طلبا للنفع يتنزل منزلة المعاوضات كالبيوع و الإجارات و غيرها و لا شك أن المعاوضات تفتقر إلى رضا المتعاوضين حتى أن من عاوض بغير إذن صاحبه فعل قبيحا و التكليف عندكم لا يشترط فيه رضا المكلف.
الثالث لم لا يجوز أن يكون التكليف شكرا للنعم السابقة.
و الجواب عن الأول بالفرق من وجهين: أحدهما أن الجرح مضرة و التكليف نفسه ليس بمضرة و إنما المشقة في الأفعال التي يتناولها التكليف. الثاني أن الجرح و التداوي إنزال مضرة لا غرض فيه إلا التخلص من تلك المضرة بخلاف التكليف.
و عن الثاني أن المراضاة تعتبر في المعاوضات لاختلاف أغراض الناس في التعامل جنسا و وصفا أما إذا لم يكن هناك معاوضة و بلغ النفع حدا يكون غاية ما يطلبه العقلاء لم يختلف العقلاء في اختيار المشقة بسببه حتى أن العقلاء يسفهون الممتنع منه.
و عن الثالث أن الشكر لا يشترط فيه المشقة و الله تعالى قادر على إزالة صفة المشقة عن هذه الأفعال فلو كان التكليف شكرا لزم العبث في صفة المشقة و لأن طلب الفعل الشاق شكرا يخرج النعمة عن كونها نعمة.
قال: و لأن النوع محتاج إلى التعاضد المستلزم للسنة النافع استعمالها في الرياضة و إدامة النظر في الأمور العالية، و تذكر الإنذارات المستلزمة لإقامة العدل مع زيادة الأجر و الثواب.
أقول: لما ذكر المصنف- رحمه الله- حسن التكليف على رأي المتكلمين شرع في طريق الإسلاميين من الفلاسفة فبدأ بذكر الحاجة إلى التكليف ثم ذكر منافعه الدنيوية و الأخروية و تحقيقه أن نقول إن الله خلق الإنسان مدنيا بالطبع لا كغيره من الحيوانات، لا يمكن أن تبقى أشخاصه و لا تحصل لهم كمالاتهم إلا بالتعاضد و التعاون لأن الأغذية
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست