responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 8  صفحه : 256
حاجة إليه مع الندم القلبي وإن كان أحوط، ويعتبر فيها العزم على ترك العود إليها. والمرتبة الكاملة منها ما ذكره أمير المؤمنين(عليه السلام).

_______________________________

سوى الرجوع وله لازمان: أحدهما: الندم على عصيانه، إذ لو لم يندم على ما فعله لم يكن رجوعه رجوعاً حقيقياً عن التمرّد والخروج.
و ثانيهما: العزم على عدم العود، لوضوح أنّه لولاه لم يكن بانياً على الدخول في طاعة اللََّه سبحانه، بل هو متردِّد في الدخول والخروج، وهذا بنفسه مرتبة من مراتب التعدِّي والطغيان، فانّ العبد لا بدّ أن يكون بانياً على الانقياد في جميع الأزمان، إذ لو لم يعزم على الطاعة وعدم الطغيان كان متردداً في الطاعة والعصيان كما عرفت، وهو قبيح حتّى فيما إذا لم تسبقه المعصية أصلاً كما إذا كان في أوّل بلوغه فإنّه لا بدّ من أن يعزم على عدم الاقتحام في العصيان، وهذان الأمران من لوازم الرجوع لا أنّهما حقيقة التوبة.
و أمّا الاستغفار اللّفظي وقول اللََّهمّ اغفِر لي، أو أستغفر اللََّه ونحوهما فهو غير معتبر في حقيقة التوبة ولا أنّه من لوازم الرجوع، لأنّ الاستغفار بمعنى طلب الغفران، والتوبة بمعنى الرجوع فهما متغايران مفهوماً ومصداقاً.
و يدلُّ على عدم اعتباره في التوبة ومغايرتهما مضافاً إلى وضوحه في نفسه قوله تعالى‌ { وَ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } {1}فإنّ العطف بـ«ثمّ» يدل على ما ذكرناه فقد دلّت الآية المباركة على أنّ العبد الآبق يطلب المغفرة من ذنوبه أوّلاً وإن لم يرجع ولم يتب، لأنّه سبحانه غافر الذنوب، وبعده يرجع إلى اللََّه بالإضافة إلى ما يأتي. نعم الأحسن أن يكون رجوع الآبق بقلبه ولسانه، وأن تكون توبته واقعية وظاهرية بقول اللّهمّ اغفر لي ونحوه.

{1}وقعت هذه الجملة المباركة في سورة هود في ثلاثة مواضع آية 3، 52، 90 باختلاف يسير في أوّلها.

نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 8  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست