responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 50  صفحه : 492
بدايتها على تمجيد اللّه سبحانه، والثناء عليه بما ه وأهله واشتملت في نهايتها على سؤال الهداية منه. وبين تلك البداءة وهذه الخاتمة أنزل اللّه تعالى قوله: { إِيََّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيََّاكَ نَسْتَعِينُ } فه ونتيجة للتمجيد السابق وتوطئة للسؤال اللاحق، فإن في التمجيد السابق ملاك حصر العبادة والاستعانة به تعالى فالمستحق للعبادة إنما ه واللّه بذاته برحمته وسلطانه، وغيره لا يستحق أن يعبد أ ويستعان به.
وإذا كانت العبادة والاستعانة منحصرتين باللّه سبحانه فلا مناص للعبد من أن يدع وربه الذي حصر عبادته واستعانته به. ومن هنا ورد عن الطريقين«أن اللّه تبارك وتعالى قد جعل هذه السورة نصفين: نصف له ونصف لعبده، فإذا قال العبد: الحمد للّه رب العالمين، يقول اللّه تعالى: مجّدني عبدي، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، قال اللّه تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»{1}.
ثم إنك عرفت أن الطريق التي يسلكها البشر في أعمالهم وإيمانهم ثلاثة: أحدها: الطريق الذي مهّده اللّه لعباده، يسلكه من هداه اللّه إليه بفضله وإحسانه.
ثانيها: الطريق الذي يسلكه الضالّون.
ثالثها: الطريق الذي يسلكه المغضوب عليهم. وقد بيّن اللّه سبحانه مغايرة الطريق المستقيم للطريقين الآخرين ببيان أن سالكي هذا الطريق غير سالكي ذينك الطريقين. وبذلك بيّن أن من اجتنب الطريق المستقيم فلا مناص له من الخذلان، إما بضلاله فحسب وإما بضلاله مع استحقاقه الغضب الإلهي. أعاذنا اللّه من الخذلان وهدانا إلى صراطه المستقيم.

{1}عيون أخبار الرضا-باب ما جاء عن الرضا من الأخبار المتفرقة ص 166، طبعة إيران سنة 1317 هـ.
وتقدم نظير هذا عن أبي هريرة في الصفحة 442 من هذا الكتاب.

نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 50  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست