القديمة، فلا عبرة بالبيوت المستحدثة في زمان الأئمّة(عليهم السلام)فضلاً عن المستحدثة في زماننا، ويدلُّ على ذلك جملة من الأخبار. منها: صحيح معاوية بن عمار قال: «قال أبو عبد
اللََّه(عليه السلام)إذا دخلت مكّة وأنت متمتع فنظرت إلى بيوت مكّة فاقطع
التلبية، وحدّ بيوت مكّة الّتي كانت قبل اليوم عقبة المدنيين، فإنّ الناس
قد أحدثوا بمكّة ما لم يكن، فاقطع التلبية»{1}. و منها: صحيح ابن أبي نصر عن أبي الحسن
الرضا(عليه السلام)«أنّه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية؟ قال: إذا نظر
إلى عراش مكّة عقبة ذي طوى، قلت: بيوت مكّة؟ قال: نعم»{2}.
و التحديد بعقبة ذي طوى في هذه لا ينافي التحديد بعقبة المدنيين في صحيحة
معاوية بن عمار، إذ من المحتمل أنّ عقبة ذي طوى اسم آخر لعقبة المدنيين، أو
أنّها مكان آخر عن طريق آخر، فيكون الحد لمن جاء عن طريق المدينة عقبة
المدنيين ومن جاء عن طريق آخر عقبة ذي طوى.
و في صحيح زرارة«سألته أين يمسك المتمتع عن التلبية؟ فقال: إذا دخل البيوت بيوت مكّة لا بيوت الأبطح»{3}.
و قد يتوهّم أنّ المستفاد منه قطع التلبية بدخول البيوت، بينما الرّوايات المتقدّمة جعلت العبرة بمشاهدة البيوت.
و يمكن الجواب بأنّ الدخول في البيوت المستحدثة الّتي حدثت في زمان
الأئمّة(عليهم السلام)يستلزم مشاهدة البيوت القديمة الّتي يكون النظر إليها
سبباً لقطع التلبية.
و في خبر زيد الشحام جعل العبرة بدخول الحرم{4}و لكنّه ضعيف السند بأبي جميلة.