و الأدعية والقرآن، أن يكون بحيث يسمع نفسه تحقيقاً أو تقديراً، فلو تكلم بدون ذلك لم يصح[1].
_______________________________
وقد يستدل له كما في المعتبر{1}و المنتهى{2}بدخل ذلك في تحقق الكلام فما لا يسمع لا يعدّ كلاماً ولا قراءة.
و فيه: ما لا يخفى، لمنع الدخل فلا يتوقف صدق الكلام على الإسماع، ولذا لو
تكلم بمثل ذلك بكلام آدمي أثناء صلاته بطلت، ولا نظن تجويز مثل ذلك حتى من
المستدل. فالعمدة إذن الروايات الواردة في المقام، التي منها موثقة سماعة قال: «سألته عن قول اللََّه عزّ وجلّ { وَ لاََ تَجْهَرْ بِصَلاََتِكَ وَ لاََ تُخََافِتْ بِهََا } قال: المخافتة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديداً»{3}فكأنه
استصعب سماعة فهم المراد من الآية الشريفة، حيث إنّ الجهر والإخفات من
الضدين اللذين لا ثالث لهما، فكيف نهى سبحانه عنهما وأمر باتخاذ الوسط
بينهما بقوله تعالى { وَ اِبْتَغِ بَيْنَ ذََلِكَ سَبِيلاً } {4}فأجاب(عليه
السلام)بأنّ الخفت الممنوع ما كان دون السّمع، والجهر كذلك ما تضمن الصوت
الشديد، وما بينهما هو الوسط المأمور به الذي ينقسم أيضاً إلى الجهر
والإخفات حسب اختلاف الصلوات كما فصّل في الروايات.