responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 212
أكثر المسلمين كما على التعريف المتقدم لتوقفه على إحراز حسن الظاهر، المتوقف على المعاشرة في الجملة ولو برؤيته آتياً بالواجبات وغير مرتكب للمعاصي مرتين أو ثلاثاً أو أكثر، هذا.
و الصحيح أن حسن الظاهر والإسلام مع عدم ظهور الفسق، معرّفان للعدالة لا أنهما العدالة نفسها، لإمكان أن يكون الفاسق في أعلى مراتب الفسق باطناً متحفظاً على جاهه ومقامه لدى الناس، فهو مع أنه حَسَن الظاهر محكوم بالفسق في الواقع لارتكابه المعاصي، ولا مساغ للحكم بعدالة مثله بوجه لقوله عزّ من قائل‌ { أُولََئِكَ هُمُ اَلْفََاسِقُونَ* } {1}مشيراً إلى مرتكبي المعاصي ولو في الباطن. وكذلك الحال في الإسلام وعدم ظهور الفسق، فإن هذا العنوان بنفسه يدلنا على أن الفسق أمر واقعي قد يظهر وقد لا يظهر، فمع أن المكلف فاسق في الواقع لارتكابه المعصية في الباطن كيف يمكن أن يكون عادلاً من جهة عدم ظهور الفسق منه. إذن هما طريقان ومعرفان للعدالة لا أنهما العدالة نفسها، ويأتي الكلام على معرّف العدالة وطريق استكشافها قريباً إن شاء اللََّه.
و على الجملة القولان الأخيران ساقطان، ومعه لا بدّ من التكلم في أن العدالة هي الأعمال الخارجية من دون اعتبار صدورها عن الملكة النفسانية، أو أنه يعتبر في العدالة أن تكون الأعمال صادرة عن الملكة؟ فنقول: لم تثبت للعدالة حقيقة شرعية ولا متشرعية، وإنما هي بمعناها اللغوي أعني الاستقامة وعدم الجور والانحراف، وهي قد تستند إلى الأُمور المحسوسة فيقال: هذا الجدار عدل أو مستقيم أو أن العصا مستقيم، فتكون العدالة والاستقامة من الأُمور المحسوسة. وقد تسند إلى الأُمور غير المحسوسة فيراد منها الاستقامة المعنوية وذلك كالعقيدة والفهم والأخلاق، فيقال: عقيدة فلان مستقيمة أي غير مشوشة أو أن فهمه مستقيم في قبال اعوجاجه، أو أخلاقه مستقيمة أي لا إفراط فيها ولا تفريط. وقد تسند إلى الذوات فيقال: زيد عادل ومعناه أنه مستقيم في الخروج عن عهدة التكاليف المتوجهة إليه، وحيث إن الشارع يراه مستقيماً في جادة الشرع فهو عادل‌

{1}النور 24: 4، الحشر 59: 19.

نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست