responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 483

احتراق الفؤاد واشتعال نيران، الأحزان في الأكباد بمصاب هذا المظلوم ريحانة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، المصاب بتلك الرزيّة، بحيث تكون خالية ومبرّأة من جميع الشوائب والتظاهرات والأغراض النفسانيّة، فلا يبعد أن يكون جائزاً، بل يكون حينئذ من القربات وأجلّ العبادات.

وعلى هذا يُحمل ما صدر من الأعمال ونظائر هذه الأفعال من أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام)، مثل ما نقل عن العقيلة الكبرى والصديقة الصغرى زينب سلام الله عليها من «أنّها نطحت جبينها بمقدّم المحمل حتّى سال الدم من تحت قناعها»[1].


[1] البحار، للعلامة المجلسي: ج ١٠ / ٢٢٠، طبع أمين الضرب باختلاف يسير في العبارة ]بحار الأنوار ٤٥ : ١١٥ الباب التاسع والثلاثون[ ويكفي في الاعتماد بهذا الخبر نقل المجلسي له عن بعض الكتب المعتبرة، ولهذا اعتمد سماحة شيخنا الإمام ـ دام ظلّه ـ عليه أيضاً في المقام، فدع عنك ما يظهر من كلمات بعض من يدّعي التتبّع من المناقشة في هذا الخبر، فإنّها مناقشة واهية لا وجه لها سوى الاستبعاد المحض الذي لا يعبأ به بعد ما عرفت من كلام سماحة الإمام ـ دام ظلّه ـ الوجه في فعل الصديقة الصغرى زينب سلام الله عليها.
وزينب الكبرى هي عقيلة بني هاشم، وهي الصديقة الصغرى، عالمة أهل البيت(عليهم السلام)، وكريمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)، وأمّها الصديقة الكبرى سيّدة نساء العالمين، وهي شريكة الحسين(عليه السلام)في إبادة كبرياء الظالمين وإطفاء نائرة سلطتهم الجائرة، ولولاها لانقرضت سلالة العترة الطاهرة، وهي وحيدة عصرها في الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى والعفاف، وفي الفصاحة كأنّها تفرغ عن لسان أميرالمؤمنين(عليه السلام)، وأوصى أخيه إليها بجملة من وصاياه، وأنابها السجاد(عليه السلام)نيابة خاصة في بيان الأحكام، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين(عليه السلام) من علم ينسب إلى زينب(عليها السلام) تستراً على الإمام السجاد(عليه السلام).
وذكرها علماء الرجال من الفريقين في كتبهم، وأفرد بعضهم في حقّها مؤلّفاً خاصّاً ككتاب «السيّدة زينب» وكتاب «زينب الكبرى» للعلامة النقدي(رحمه الله) .
وكتاب «الطراز المذهب» بالفارسية لولد صاحب ناسخ التواريخ، وقد خلط مؤلّفه فيه الصحيح بالسقيم، ولا ينبغي الاعتماد عليه من غير تثبّت وتحقيق.
وصنّفت الدكتورة بنت الشاطىء كتاب «بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء»، وهو عدد ١١ لسنة ١٣٧١ هـ من كتب الهلال التي هي سلسلة شهرية تصدر عن دار الهلال بالقاهرة.
وكتاب «زينب عقيلة بني هاشم».
وغير ذلك من المؤلّفات الخاصة في حقّ هذه العقيلة، التي هي في المُقدّمة بين الأتقياء المجاهدين والطيّبات والطيّبين من آل البيت النبوي الذين ضحّوا في سبيل الحقّ والعدالة وإصلاح زيغ البشرية، واحتملوا من المآسي ما كان له أثره الخالد ووقعه العظيم في التاريخ الإسلامي.
وفي مدفنها وتأريخ وفاتها آراء وأقوال شتى لم أهتدِ إلى تحقيقها والتحرّي الدقيق فيها كي تطمئن النفس بإحداها; لقلّة المصادر; ولأسباب أخرى. قيل: إنّها ولدت في حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)من غير ذكر سنة الولادة كما في الإصابة وغيرها.
وقيل : ولدت في الخامس من جمادى الأُولى في السنة الخامسة للهجرة، وهو الراجح في نظري.
وقيل : في السنة السادسة.
وقيل: في الرابعة.
وتوفّيت نحو سنة ٦٥ هـ كما ذهب إليه الزركلي في الأعلام: ج ١ / ص ٣٥١، وعمر رضا كحالة في أعلام النساء: ج ١ / ص ٥٠٨، وفي الأخير أنّها دفنت بمصر، وإليه ذهب جمع من علماء أهل السنة.
وذهب العلاّمة الشهرستاني في نهضة الحسين(عليه السلام) إلى أنها توفّيت في نصف رجب سنة٦٥.
وقيل: إنها لم تمكث بعد أخيها إلاّ يسيراً، وتوفّيت بعد ورودها المدينة بثمانين يوماً، وأنّ قبرها بها، كما في تنقيح المقال: ج ٣ / فصل النساء ص٨٠ .
واستظهر صاحب كتاب أعيان الشيعة: ج ٣٣ / ص ٢٠٧ ـ ٢١٠ ط. بيروت أيضاً أن قبرها بالمدينة.
وقيل: إنّها توفّيت في النصف من رجب سنة ٦٢ هـ بمصر، كما ذهب إليه العبيدلي في رسالة «الزينبات» المنسوبة إليه.
وقيل : إنّها توفّيت في إحدى قرى الشام ودفنت بها، وهذا القول بعيد عن الصواب; فإنّ الألسن تلهج في سبب ذلك بحديث (حديث المجاعة ومجيء عبدالله بن جعفر مع زينب(عليها السلام)إلى الشام) لا أثر له في صفحات التاريخ والسير، وما ذكره العبيدلي من تاريخ وفاتها ومدفنها بمصر بعيد أيضاً للقرائن التي لا يسعنا المجال ولا المقام لذكرها، والحقّ أنّ لهذه السيّدة شباهة تامّة بأمها الصديقة الطاهرة(عليها السلام) في اختفاء قبرها ومدفنها، سلام الله عليهما.

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست