نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء جلد : 1 صفحه : 323
وما دخل ذلك في الملك والسلطان؟! لولا أنّه قد أدرك أنّ الرابطة الحسينيّة المسبّبة عن اندفاع تلك الجماهير إلى زيارة قبره، مجتمعين عنده، ذاكرين فضله وفضل آبائه و أبنائه ومظلوميّتهم، مجاهرين بالبكاء عليه وعليهم، هي التي توجب ثبوت الاعتقاد بإمامتهم، وذلك هو روح التشيّع.
انظر، لِمَ ينكر الإمام عليهالسلام وقد ارتفع البكاء في داره على الحسين عليهالسلام، واجتمع الناس على الباب، أن يكون ذلك على جدّه المظلوم ويقول: «مات طفل لنا فبكت عليه النساء»[1]، وقد صدق، فقد ماتت لهم أطفال في كربلاء.
[1] روى الشيخ الكليني في الكافي ٨: ٢١٥ ـ ٢١٦ حديث ٢٦٣ بسنده عن سفيان بن مصعب العبدي أنّه قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام فقال: «قولوا لأمّ فروة تجيء فتسمع ما صنع بجدّها». قال: فجاءت فقعدت خلف الستر. ثمّ قال: «أنشدنا». قال: قلت: فرو جودي بدمعك المسكوب. قال: فصاحت وصحن النساء. فقال أبو عبد اللّه عليهالسلام: «الباب الباب»، فاجتمع أهل المدينة على الباب، فبعث إليهم أبو عبد اللّه عليهالسلام: «صبيّ لنا غشي عليه فصحن النساء». أقول: المقصود بأمّ فروة هنا هي إحدى بنات الإمام الصادق عليهالسلام بقرينة قول الإمام عليهالسلام: «تجيء فتسمع ما صنع بجدّها». علماً بأنّ هذه الكنية ـ أمّ فروة ـ تطلق على أمّ الإمام الصادق عليهالسلام. وهي بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، وليست هي المقصودة هنا؛ لأنّها ليست من حفيدات الإمام الحسين عليهالسلام. وسفيان بن مصعب العبدي، من شعراء القرن الثاني الهجري، من الموالين لأهل البيت عليهمالسلام، وهو الذي طلب الإمام الصادق عليهالسلام من أبي عمارة أن ينشده شعراً له قائلاً: «يا أبا عمارة أنشدني للعبدي شعراً في الحسين عليهالسلام».
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء جلد : 1 صفحه : 323