ما يذكره في أحوال محمّد (صلى الله عليه وآله) : في الفصل (١٢) ، قال :
وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المدينة متوجّهاً إلى الحجّ في السنة العاشرة . . . ، ولمّا قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، نزل عليه جبرائيل بقوله ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ وكان يوماً شديد الحرّ ، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمر بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، فصعد على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا علياً (عليه السلام) فرقى معه حتّى قام عن يمينه ، ثمّ خطب ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه ، فقال : «إنّي دعيت ويوشك أن أُجيب ، فقد حان منّي خفوق من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» ، ثمّ نادى بأعلى صوته : «ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ . . .»[1]