[4] قال ابن كثير في«تفسيره»: لا خلاف في جواز لعن الكفّار، وقد كان عمر بن الخطّاب (رض) ومن بعده من الأئمّة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره، فأمّا الكافر المعيّن فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنّه لا يلعن؛ لأنّا لا ندري بما يختم الله لـه. واستدلّ بعضهم بالآية إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله وَالْمـَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. وقالت طائفة أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعيّن، واختاره الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي، ولكنّه احتجّ بحديث فيه ضعف. واستدلّ غيره بقوله عليه السّلام في قصّة الّذي كان يؤتى به سكران فيحدّه، فقال رجل: لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«لا تلعنه، فإنّه يحبّ الله ورسوله»، فدلّ على: أنّ من لا يحبّ الله ورسوله يلعن. والله أعلم. (تفسير القرآن العظيم ١: ١٨٨).
نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس جلد : 1 صفحه : 126