responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 122
اللعن على غير المستحقّين، وما روي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام نهى عن لعن أهل الشام[1]، فإن صحّ فلعلّه كان يرجو إسلامهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعيّة[2].

وبالجملة: اللعن على رؤساء الظلم والضلال والمجاهرين بالكفر والفسق: جائز، بل مستحبّ، وعلى غيرهم من المسلمين غير جائز، إلاّ أن يتيقّن باتّصافه بإحدى الصفات الموجبة لـه، وينبغي ألاّ يحكم باتّصافه بشيء منها بمجرّد الظنّ والتخمين؛ إذ لا يجوز أن يرمى مسلم بكفر وفسق من غير تحقيق. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ((لا يرمي رجل رجلاً بالكفر، فلا يرميه بالفسق إلاّ ارتدّ عليه، إن لم يكن كذلك)) [3] [4].


[1] تقدّم في الصفحة ١٠٨.

[2] قال الفيض الكاشاني قدّس سرّه: وأمّا حديث«لا تكونوا لعّانين» فلعلّه نهي عن أن يكون السبّ خُلقاً لهم، بسبب المبالغة فيه، والإفراط في ارتكابه، بحيث يلعنون كلّ أحد، كما يدلّ عليه قوله:«لعّانين»، لا أنّه نهى عن لعن المستحقّين، وإلاّ لقال: لا تكونوا لاعنين، فإنّ بينهما فرقاً، يعلمه من أحاط بدقائق لسان العرب. وأمّا ما روي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام نهى عن لعن أهل الشام، فإن صحّ فلعلّه عليه السّلام كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعيّة، ولذلك قال:«ولكن قولوا: اللّهمّ أصلح ذات بيننا»، وهذا قريبٌ من قوله تعالى ــ في قصّة فرعون ــ: فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً . (المحجّة البيضاء ٥: ٢٢٢ ).

[3] ورد الحديث في صحيح البخاري ومجمع الزوائد هكذا:«لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلاّ ارتدّت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك». صحيح البخاري٧: ١١١، الحديث ٦٠٤٥، ومجمع الزوائد ٨: ٧٣.

[4] جامع السعادات ١: ٣٥٢ ــ ٣٥٥.

نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست