ومن تلك الألفاظ الموضوعة (البكر) و (البكرة) وهي أسماء للفتيّ من الإبل ، ذلك الحيوان المحبوب والمهم في الجزيرة العربية .
وعليه فكنية (أبي بكر) لم تكن كنية بذيئة عند العرب ، وليس في اطلاقها على أحد عيبٌ ذاتي ، ولم تكن مختصه بأبن أبي قحافة فقد تكنى به اخرون من قبله ومن بعده .
أجل ، قد يؤتى بـ (أبي الفصيل) استنقاصاً للطرف ، وتصغيراً له ، وذلك حسب الاستعمال ، ومثلها في ذلك مثل الرّقاع قِبالَ الحذّاء والكنّاس
مقابل المنظِّف ، والنجار مقابل مهندس الديكور ، إلى غيرها من عشرات الكلمات .
والكنية قد يلحظ فيها نحوٌ من المعاني المُرادة ، وهي تشير إلى الحسن والقبح والخير والشر ، وقد تأتي تكريماً كما قد تأتي توهيناً أو إخباراً .
فالله سبحانه وتعالى لم يأت بذكر عمّ رسول الله أبي لهب في القرآن الكريم إكراماً له في قوله (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَب وَتَبَّ) بل جاء بها ذماً
[2] قال الزمخشري في سبب تكنية أبي لهب في القرآن ، بقوله : فإن قلت : لِمَ كنَّاهُ والكنيةُ مكرمة ؟ قلت : فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم ، والثاني : أ نّه كان اسمه عبدالعزّى فعدل عنه إلى كنيته ، والثالث : أ نّه لمّا كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات اللهب وافقت حال كنيته ، وكان جديراً بأن يذكر بها (انظر عمدة القارئ 8 : 232) .
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 430