responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 430

يَشْكُرُونَ)[1] .‌

ومن تلك الألفاظ الموضوعة ‌(‌البكر‌)‌ و ‌(‌البكرة‌)‌ وهي أسماء للفتيّ من الإبل ، ذلك ‌الحيوان المحبوب والمهم في الجزيرة العربية .‌

وعليه فكنية ‌(‌أبي بكر‌)‌ لم تكن كنية بذيئة عند العرب ، وليس في اطلاقها على أحد ‌عيبٌ ذاتي ، ولم تكن مختصه بأبن أبي قحافة فقد تكنى به اخرون من قبله ومن بعده .‌

أجل ، قد يؤتى بـ ‌(‌أبي الفصيل‌)‌ استنقاصاً للطرف ، وتصغيراً له ، وذلك حسب ‌الاستعمال ، ومثلها في ذلك مثل الرّقاع قِبالَ الحذّاء والكنّاس‌

مقابل المنظِّف ، والنجار مقابل مهندس الديكور ، إلى غيرها من عشرات الكلمات .‌

والكنية قد يلحظ فيها نحوٌ من المعاني المُرادة ، وهي تشير إلى الحسن والقبح والخير ‌والشر ، وقد تأتي تكريماً كما قد تأتي توهيناً أو إخباراً .‌

فالله سبحانه وتعالى لم يأت بذكر عمّ رسول الله أبي لهب في القرآن الكريم إكراماً له ‌في قوله (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَب وَتَبَّ) بل جاء بها ذماً‌

وتجريحاً[2] .‌

وكذا غيرها من الكنى التي توضع بعناية ما خيراً كانت أم شراً ، إخباراً كانت أم ‌إعلاماً .‌

فالناس كانوا يكنون يزيد بن معاوية بأبي القردة لحبّه للقرود ، وأبا هريرة ‌


[1] يس : 71 ـ 73 .‌

[2] قال الزمخشري في سبب تكنية أبي لهب في القرآن ، بقوله : فإن قلت : لِمَ كنَّاهُ والكنيةُ مكرمة ؟ قلت : فيه ‌ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم ، والثاني : أ نّه كان اسمه عبدالعزّى فعدل عنه إلى ‌كنيته ، والثالث : أ نّه لمّا كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات اللهب وافقت حال كنيته ، وكان جديراً بأن يذكر ‌بها (انظر عمدة القارئ 8 : 232) .‌

نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست