نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 42
قال ابن عبدالبر في التمهيد : والأسماء هنا الصفات سواء ، فمحمّد ( مُفَعَّل ) من الحمد[1] .
وفي سبل الهدى والرشاد : إذا اشتقت اسماؤه في صفاته كثرت جداً والذي وقفنا عليه من اسمائه(صلى الله عليه وآله) ثلاثمائة وبضع واربعون ، وهي أقسام :
الأول : ما ورد في القران بصريح الاسم ، وعد منها ( 78 ) .
والثاني : ما ورد فيه بصيغة الفعل وعدّ منها ( 44 ) .
والثالث : ما ورد في الحديث والكتب القديمة ، وذكر منها ( 232 )[2] .
التسمية في معانيها الثلاثة
تبيّن مما مرَّ أنَّ وضع الأسماء لا يخرج عند العرب عن نمطين :
1 ـ أن يلحظ فيها العلامة سواء كان له استعمال سابق ثمّ نقل إلى آخر ، أم لم يسبق له استعمال قبل العَلَمية ، وبذلك يكون الاسم عندهم مأخوذ من الوَسْم أي العلامة ، والعَلَميَّة عندهم تغلب على المعنى .
2 ـ أن يلحظ فيها العلوّ والرفعة في المعنى كذلك ، وهي سيرة العظماء والحكماء والمثقّفين قديماً وحديثاً فلا يسمون إلاّ باسماء لها معاني حسنة .
وهناك نمط ثالث جاء به الإسلام ، وهو تسمية أولي العصمة بأسماء ملحوظ فيها الأوصاف الإلهيّة والذوات المقدّسة ، ولذلك طابق اسم الحسن والحسين بالعربيّة اسم شبر وشبير بالسريانيّة .
وهذا النمط هو ما فعله الأنبياء والمرسلون والأوصياء(عليهم السلام) ـ أخذاً عن الله ـ في التسميات ، فإنهم لا يسمّون أولادهم إلاّ بعد لحاظ معنى التسمية الإلهيّة فيه .