نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 323
وقيل بأن الإعجام ـ أي التمييز بين الحروف المتقاربة مثل : (ب ت ث) و (ص ض) و (ط ظ) و (ع غ) ـ حصل في إمارة الحجاج بن يوسف الثقفي ، وهناك أقوال اخرى بهذا الصدد لا حاجة لنا بذكرها .
المهمّ أنّ العرب طوّروا كتابتهم ورسموا لها أُصولاً في الإعراب والبناء ، وصنّفوا كتباً في التنقيط ، والحركات ، والمؤتلف والمختلف ، والمتشابه في الحروف والحركات في الكنى والأسماء والأنساب ، لأن كثيراً في الأسماء العربية متشابة في الرسم والخط ، حتى قيل بأنّ أعرابياً قرأ (ولله ميزاب السماوات والأرض) ، قيل : له ما الميزاب ؟ قال : هذا المطر الذي ترى[1] !! ، إِنَّه حقاً تصحيف لقوله تعالى (مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ، وجاء في كتب القراءة بأن بعض المغرضين قراء قوله تعالى (الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ) (الخوارج مكلبين)[2] .
اذن التصحيف ممكن وليس ببعيد سواء في القرآن أو غيره ، وذلك لتقارب الكلمات العربية في الرسم .
فلا يستبعد بعد كل هذا أن يكون بعض المسمَّين بعمر من الطالبيين إنّما كان اسمه عمرو ، وقد يكون العكس ، وذلك لتقارب الكتابة بينهما ، فكتابة عُمَر في صورته الأولية تشبه كتابة عَمْر ، قال العيني في (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري): (ليس في الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره ، وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفساً على خلاف في بعضهم ، وربما يلتبس بعمرو بزيادة واو في آخره وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم)[3] .
ولو ألقيت نظرة عابرة على أسماء شهداء كربلاء وقاتليهم في زيارة الناحية
[1] فهرست ابن النديم (تحقيق رضا تجدد : 216 وأيضاً في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بطبعة دار المعرفة بيروت : 5 .
[2] انظر أخبار المصحفين للعسكري : 56 ، وميزان الاعتدال 5 : 50 وأخبار الحمقى والمغفلين : 72 .