الخامس : إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لو سمع ذلك فلِـمَ ترك بضعة الرسول أن تطالب بما لا حقّ لها فيه ؟ !
أأخفى ذلك عنها راضياً بأن تغصب مال المسلمين ، أو أعلمها فلم تُبالِ وَعَـدَتْ على ما ليـس لها فيه حقّ ، فيكون الكـتاب كاذباً أو غالطاً بشهادته لهما بالطهارة[2] ؟ !
فلا مندوحة لمن صدّق الله وكتابه ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقول بكذب هذه الأحاديث .
السادس : إنّه ذكر في حديث مسلم ـ ويعزُّ علَيَّ نقله ، وإنْ كان ناقل الكفر ليس بكافر ـ ، أنّ العبّـاس قال لعمر : " اقضِ بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن "[3] .
وهذا ممّا لا يتصوّر صدوره من العبّـاس ; إذ كيف ينسـب لعليّ الكذب والأثم والغدر والخيانة وهو يعلم أنّـه نفس النبيّ الأميـن[4] ، وأنّ الله سـبحانه شهد له بالطهارة ؟ !
[4] بنصّ آية المباهلة : ( فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) سورة آل عمران 3 : 61 .
راجع مبحث الآية الكريمة في : ج 4 / 399 ـ 410 ، من هذا الكـتاب .