ومـع أنّ الله تـعـالى قـد نـصّ فـي آيـة المـبـاهـلـة أنّـه نـفـس رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكيف يليق بمن هو بهذه المنـزلة ، واسـتعان به رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة ، أن يشهد بالباطل ويكذب ويغصب المسلمين أموالهم ؟ ! نعوذ بالله من هذه المقالة !
وشـهد لها الحسـنان (عليهما السلام) ، فـردّ شـهادتهما وقال : هـذان ابنـاك ! لا أقبل شهادتهما ; لأنّهما يجـرّان نفعاً بشهادتهما .
وهـذا من قلّـة معرفتـه بالأحكام أيضـاً !
مع أنّ الله قد أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاسـتعانة بدعائهما يوم المباهلة فقال : { أبناءنا وأبناءكم} ، وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة[2] ، فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور والكذب وغصب المسلمين حقّـهم ؟ ! نعوذ بالله من ذلك !
ثـمّ جـاءت بأُمّ أيمـن ، فقـال : امـرأة لا يُـقبَـل قولهـا ! مـع أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : " أُمّ أيمن من أهل الجـنّـة "[3] .
فعنـد ذلـك غضبـت عليـه وعلى صاحبـه ، وحلفـت أن لا تكـلّمه ولا صاحبه حتّى تلقى أباها وتشكو إليه[4] .
[2] راجـع : ج 6 / 450 وما بعـدها ، من هذا الكـتاب .
[3] انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 8 / 179 ، شرح نهج البلاغة 16 / 220 ، سـير أعلام النبلاء 2 / 224 رقم 24 ، الإصابة 8 / 170 ـ 171 رقم 11898 .
[4] انظر غضب الزهـراء البتول (عليها السلام) وسخطها ووَجْدها على أبي بكر خاصّـة ، وعليه وعلى صاحبه :
مسـند أحمد 1 / 6 و 9 ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 2 / 240 و ج 8 / 23 ، الإمامة والسـياسة ـ لابن قـتيبة ـ 1 / 31 ، مسـند أبي عوانة 4 / 251 ح 6679 ، مشكل الآثار 1 / 34 ح 94 ، السـنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 6 / 303 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 7 / 156 ح 4803 و ج 8 / 206 ح 6573 ، كنز العمّال 7 / 242 ح 18769 .
وسـيأتي عن الشيخ المظفّر (قدس سره) الإشارة إلى ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذا الصدد ، في الصفحة 85 هـ 4 والصفحة 86 هـ 1 ; فراجـع !