أولاد سميّة ، وكانت أُمّ جميل في غرفة أُخرى قُبالة هذه الغرفة ، فضربت الريح باب غرفة أُمّ جميل ففتحته ، ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئـة الجماع .
فقال أبو بكرة : هذه بلـيّـة قد ابتُليتم بها ، فانظروا !
ثمّ ذكر حضورهم عند عمر للشهادة ، وشهادة الثلاثة بنحو ما ذكره الخصم . . . إلى قول عمر : ذهب ثلاثة أرباعك .
ثمّ ذكر تلويح عمر لزياد ـ الذي أنكره الخصم ـ ، قال : قال عمر لمّا رأى زياداً مُقبلا : إنّي أرى رجلا لا يُخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين ; ثمّ رفع رأسه إليه فقال : ما عندك يا سَلْحَ الحُبارى[2] ؟ ![3] .
ثمّ ذكر نحو ما سـننقله عن أبي الفرج في كيفيّة شهادة زياد . . . إلى قول عمر : ما رأيتك إلاّ خفتُ أن أُرمى بحجارة من السماء[4] .
وذكر أيضاً أنّ عمر بن شـبّـة : قال في كـتاب " أخبار البصرة " : " إنّ أبا بكرة لمّا جُلد أمرت أُمّه بشاة فذُبحت وجعلت جلدها على ظهره ، فكان
[2] الحُبارى ـ بالضمّ ـ : طائر طويل العنق ، رَماديّ اللون ، على شكل الإوَزّة ، في منقـاره طـول ، وللعـرب فيـها أمثـال جمّـة ، منهـا قولهـم : " أَذْرَقُ من الحُبـارى " ، و " أَسْلَحُ من حُبارى " ; لأنّها ترمي الصَّـقْـرَ بسَلْحِها إذا أراغَها ليصيدها ، فتلوّث ريشـه بلَـثَـق سَلْحِها ، فيـشـتدّ ذلك على الصَّـقْـر ، لمنعه إيّـاه من الطيران ; ويقال : إنّـه متى ألحّ عليها الصقر سَلَحَتْ عليه فَـيَـنْـتَـتَـفُ ريشُه كلُّه فيهلِك .
انظر : تاج العروس 6 / 231 ـ 232 مادّة " حَبَرَ " .