قبـحُ الكذب عقليٌّ وشرعيٌّ ، ولا سـيّما في مقام تحقيـق المذهب الحقّ الذي يَسأل اللهُ العبدَ عنه ، وأقبحُ منه عدمُ المبالاة به ، وعدمُ الحياء ممّن يطّـلع عليه .
أنت ترى هذا الرجل يفتعل قصّة وينسـبها إلى كـتب معروفة ، وما رأيناه منها خال عن أكـثر هذه القصّة ; كـ " تاريخ الطبري " ، و " وفيات الأعيان " .
ويشهد بكذبه ، وأنّه لم يرَ هذه الكـتب وغيرها ، ما نسـبه إلى المعتمَدين ، من أنّ المغيرة كان أميراً بالكوفة ، وهو خلاف ما ذكره عامّة المؤرّخين ، مِن أنّه كان أميراً بالبصرة ، وأوقع هذه الواقعة فيها .
ولنذكر ما في " تاريخ الطبري " ، و " وفيات الأعيان " ; لتعلم كذبه في ما نسـبه إليهما ، وتسـتدلّ به على كذبه في ما نسـبه إلى غيرهما .
قال الطبـري في حـوادث سـنة سـبع عشرة[1] : " وفي هذه السـنة ولّى عمرُ أبا موسى البصرة ، وأمره أن يُشخِص إليه المغيرةَ في ربيع الأوّل .
فشهد عليه ـ في ما حدّثني معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيّب ـ :
وانظر : وفيات الأعيان 6 / 364 ـ 367 ، فتوح البلدان : 339 ـ 340 ، الأغاني 16 / 105 ـ 109 ، تاريخ دمشق 60 / 35 ـ 39 ، المنتظم 3 / 143 ـ 144 حوادث سـنة 17 هـ ، الكامل في التاريخ 2 / 384 ـ 385 حوادث سـنة 17 هـ ، شرح نهج البلاغة 12 / 231 ـ 239 ، البداية والنهاية 7 / 66 ـ 67 حوادث سـنة 17 هـ .