قصّـة المغيرة على ما ذكره المعتمَدون من الرواة ، أنّه كان أميراً بالكوفـة ، وكان الناس يُبغضونه ، فأخذوا عليه الشهود أنّـه زنى ، وأتوا عمر ، فأحضره من الكوفة .
فشهد عليه واحدٌ منهم ، فقال عمر لمغيرة : قد ذهب ربعك !
فلمّا شهد اثنان ، قال : قد ذهب نصفك !
فلمّا شهد الثالث ، قال : قد ذهب ثلاثة أرباعك !
فلمّا بلغ نوبة الشهادة إلى الرابع ، أدّى الشهادة بهذه الصفة :
إنّي رأيته مع المرأة في ثوب ملتحفَين به ، وما رأيت العضوَ في العضو كالمِروَد في المِكحَلة .
فسقط الحـدّ عن المغيرة .
فقال المغيرة : يا أمير المؤمنين ! انظر كيف كذبوا علَيَّ !
فقال له عمر : اسكت ! فلو تمّ الشهادة لكان الحجر في رأسك .
هذا رواية الثقات ، ذكره الطبري في " تاريخه " بهذه الصورة ، وذكره البخاري في " تاريخه " ، وابن الجوزي ، وابن خلّـكان ، وابن كثير ، وسائر المحدّثين ، وأرباب التاريخ في كـتبهم .
وعلى هذا الوجه هل يلزم طعن ؟ !
وأمّـا على روايته ، فليـس فيه طعن أيضاً ; لأنّـه لـوّح إلى الشاهد
[1] إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن " إحقاق الحقّ " ـ : 543 الطبعة الحجرية .