وإنّما بيّن سـبحانه إرثه للمال ; للدلالة على أنّـه بقيَ بعده ، وأنّ الأنبـياء تُـورِّث المالَ وترثُ منـه .
وأمّـا ما ذكره بالنسـبة إلى دعاء زكريّـا (عليه السلام) . .
فـيَـرِدُ عليه أوّلا : منعُ اتّفاق العلماء على إرادة النبوّة والحبورة ; لمخالفة أهل البيت وشـيعتهم جميعاً[1] ، وأكـثر علماء التفسـير من العامّـة[2] . .
قال الرازي في تفسير الآية : " اختلفوا في المراد بالميراث على وجـوه :
أحدها : إنّ المراد بالميراث في الموضعين : هو وراثة المال ; وهذا قول ابن عبّـاس والحسـن والضحّـاك .
وثانيها : إنّ المراد في الموضعين : وراثة النبوّة ; وهو قول أبي صـالح[3] .
وثالثها : يرثني المال ، و [يرث] من آل يعقوب النبـوّة ; وهو قول السـدّي ومجاهد والشعبي ، وروي أيضاً عن ابن عبّـاس والحسـن والضحّـاك[4] .
ورابعها : يرثني العِلمَ ، ويرث من آل يعقوب النبوّة ; وهو مرويٌّ عن
[1] انظر : مجمع البيان 6 / 376 ، نهج البيان 3 / 303 .
[2] انظر مثلا : تفسير الطبري 8 / 308 ح 23492 ـ 23494 ، تفسير الثعلبي 6 / 206 ، تفسير الماوردي 3 / 355 ، تفسير البغوي 3 / 158 ، زاد المسـير 5 / 154 ، تفسير القرطبي 11 / 54 ، تفسير ابن كـثير 3 / 109 .
[3] وكذا هو قول الحسـن والسُّـدّي ، انظر : تفسير الحسن البصري 2 / 106 ـ 107 ، تفسـير السُـدّي الكبير : 338 ، تفسـير عبـد الرزّاق 2 / 3 .
[4] وكذا هو قول الثوري ; انظر : تفسـير سفيان الثوري : 181 رقم 554 .