التاسعة عشر: أنَّ البحر الّذي فوق السماوات، بين أسفله وأعلاه مسيرة خمسمائة سنة))[1].
قال الشيخ عبد الرحمن حفيد محمّد بن عبد الوهاب في شرحه على كتاب جدّه المتقدّم، في النسخة الّتي صححها وعلّق عليها الشيخ عبد العزيز بن باز أيضاً: ((وتأمل ما في هذه الأحاديث الصحيحة من تعظيم النبيّ(صلى الله عليه وآله) ربّه بذكر صفات كماله على ما يليق بعظمته وجلاله وتصديقه اليهود فيما أخبروا به عن الله من الصفات الّتي تدل على عظمته وتأمل ما فيها من إثبات علو الله تعالى على عرشه، ولم يقل النبيّ(صلى الله عليه وآله) في شيء منها: إنّ ظاهرها غير مراد، وإنّها تدل على تشبيه صفات الله بصفات خلقه، فلو كان هذا حقّاً بلّغه أمينه أمّته، فإنّ الله أكمل به الدين وأتمّ به النعمة فبلّغ البلاغ المبين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين))[2].
فالعقائد عند هؤلاء القوم ـــ كما يرى القارئ الكريم ـ لا تتم إلا بهذا الشكل، ولايكتمل التوحيد إلا بالالتزام بهذه العقيدة اليهودية في التجسيم، إذ القرآن نزل بتقريرها ـــ كما يصرّح به إمام الوهابية محمّد بن عبد الوهاب ـــ ، وأيضاً أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) سكت عنها ولم يعلّق عليها بشيء، أو يقل إنَّ ظاهرها غير مراد ـــ كما فتق به العلم