بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها، فقال: يابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى، أما والّذي نفس محمّد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولكني أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصاراً))[1].
قال الزمخشري في (الفايق) في مادة (هوك): النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال له عمر: إنّا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها. فقال: (أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيّاً ما وسعه إلا اتّباعي).
ثمّ قال: ((تهوك وتهور أخوان في معنى: وقع في الأمر بغير روية. وقال الأصمعي: المتهوك الّذي يقع في كلّ أمر، وأنشد الكسائي:
رآني امرأ لا هذرة متهوكاً
ولا واهناً شراب ماء المظالم
وقيل: التهوك والتهفك: الاضطراب في القول، وأن يكون على غير استقامة، والضمير في (بها) للحنيفية))[2].
عمر ينسخ كتاباً من التوراة!
وعن ابن حجر في (فتح الباري)، قال: ((أخرج أحمد والبزار - واللفظ له - من حديث جابر قال: نسخ عمر كتاباً من التوراة بالعربية، فجاء به إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فجعل يقرأ ووجه رسول الله(صلى الله عليه وآله) يتغيّر فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا بن الخطاب ألا ترى
[1] الدر المنثور 5: 149 وهذا الحديث لم يضعّفه ابن الضريس ولم يتعقبه السيوطي بشيء، وقريب منه في: مسند أحمد 3: 387، المصنف لابن أبي شيبة 6: 228، كتاب السنة: 27 قال الألباني محقق الكتاب: (حديث حسن إسناده ثقات غير مجالد وهو ابن سعيد فإنّه ضعيف، ولكن الحديث حسن له طرق أشرت إليها في (المشكاة) (177)، ثمّ خرّجت بعضها في (الإرواء) (1589) (انتهى).