responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 238

وإلا, فالمرء العاقل (الكيّس)، الّذي تكون الحكمة ضالّته، ويضع المولى سبحانه وتعالى نصب عينيه في كلّ أقواله وأفعاله، يعلم أنّ الحقيقة هي بنت البحث، وأنّ قوله سبحانه: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا}[1]، يدل دلالة واضحة على أنّ الحجّة سواء في الاعتقاد أو في الدعوة إلى الله، أو في تفنيد شبه الآخرين إنّما تكون بالعلم لا غير، وأنّ الوسائل الموصلة إلى ذلك قد سخّرها المولى سبحانه كلّها للإنسان وهي موجودة فيه من سمع وبصر وعقل، قد تمّت الحجّة بها عليه, فلا عذر ـــ بعد هذا ـــ للإنسان أن يبقى جاهلاً لا يعرف الحقّ، أو لا يسعى جاهداً في الوصول إليه بعد طرو الشك والشبهة فيه، مع عظيم ما سخّره له المولى سبحانه من الطاقات والقدرات الّتي توصل إلى الحق الّذي لا ريب فيه!!

وحكاية (ابن سبأ) هذه الّتي يعزف عليها البعض ليدفع بها واقعاً معاشاً وفاعلاً أمامه لا يقوى على ردّ حججه وبيّناته سوى الإحالة إلى مثل هذه التخرصات، أو الاستعانة بقصص نسجتها أقلام الكتّاب، تنبئنا عن العجز الحقيقي لأولئك الّذين تصدّوا لمواجهة مذهب الحقّ، مذهب أهل البيت(عليه السلام)، الّذي ثبت عندنا، وبحسب الأدلة الّتي استعرضناها في الصفحات السابقة، أنّه المذهب الحقّ الّذي ارتضاه الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) لأمّته من بعده، والّذي سار عليه العظماء من الصحابة والتابعين الأخيار الأبرار.. وإن كان الأولى ـــ بحسب ما نتصوّره ـــ أن لا نتناول مثل هذه المسألة، أي: مسألة ابن سبأ في هذا الكتاب، وأن نقتصر فيه على تناول المسائل العلمية فقط، ولكن مادام قد وجدنا البعض ـــ وهو في القرن الحادي والعشرين عصر العلم والنور ـــ يعيش أسيراً للجهل والظن بطرحه لأمثال هذه الأمور، ارتأينا ـــ من أجل خدمة الحقّ وأهله ـــ أن نستعرض للقارئ الكريم هذه الحكاية وملابساتها، لننظر ولينظر معنا القارئ


[1] سورة الإسراء، الآية 36.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست