كلّما نقرأ أو نسمع من المناوئين لخط الولاء لأهل البيت(عليهم السلام) كلاماً يقولون فيه أنّ ابن سبأ هو المؤسس للتشيّع، أو أنّه أوّل من قال بالوصية لعليّ(عليه السلام) وأشباه ذلك من الأقوال، نتذكّر على الفور في حقّ هؤلاء قولاً بليغاً لأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) يقول فيه: (أعجز الناس من قدر على أن يزيل النقص من نفسه ولم يفعل)[1]!
وأيضاً نتذكر كلاماً كتبه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري للصحابي الجليل سلمان المحمّدي جاء فيه: ((واعلم أنّ أعجز الناس عجزاً من اتّبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني، وإنّ أكيس الناس كيساً من دان نفسه لله وعمل لما بعد الموت))[2].
فهذه الكلمات - في الواقع - تشخّص لنا حالة من حالات النفس البشرية في المجال المعرفي، فالإنسان الّذي يعجزه هواه عن إكمال نقصه المعرفي، وهو قادر على ذلك ولكنه لم يفعل لسلطنة الهوى عليه تجد أنّ أقصى ما يمكنه النهوض به من حجّة أو دليل يدحض به دعاوى الآخرين الّذين يخالفون مذهبه ومشربه هو اتهامات مجانية لم تخضع لمختبر التحقيق والتدقيق، وتراه يتمادى في بناء استنتاجاته هذه حتّى ينتهي به الأمر إلى التسافل باللجوء إلى خسيس الأقوال والأفعال تبعاً لهواه.. وهذا كلّه ـــ في الواقع ـــ نتاج حي لعقدة النقص الّتي تنتاب أمثال هؤلاء الناس الّذين كانوا قادرين على أن يزيلوا النقص عن أنفسهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وظلّوا أسارى الهوى وما تمليه النفس الأمّارة بالسوء عليهم!!