responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 221

ونحن حين ننظر إلى عطايا عثمان المجانية لذويه، المتقدّم بيانها، وننظر إلى عطايا عليّ(عليه السلام) المحكومة بحكم الشرع، والتي لا تحيد عن حكم الشرع حتّى في كسرة خبز واحدة, نقول: كم أنت مسكين يا عقيل بن أبي طالب حين كان قدرك أن تكون أخاً لعليّ وليس لعثمان، إذ لو كنت أخاً لعثمان أو حتّى قريباً له من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتّى العاشرة لملئت حضنيك من أموال المسلمين ببركات عطاء الخليفة الّذي يعطي من يشاء ويمنع[1]، ولمضيت هانئاً مسروراً وإن جاع آخرون! ولكن الله ابتلاك بأخيك عليّ بن أبي طالب، فأنت لم تقبل إليه يوماً لتستميحه سوى أن يعطيك صاعاً من البر (لا غير) زيادة على غيرك من المسلمين للتوسيع عليك وعلى عيالك، لا سيّما وأنت ضرير لا تقدر على السعي والعمل، فاستمهلك قليلاً وقال لك خذ، فمددت يديك، وأنت تظن أنّ أخاك الصلد الجلد، والخشن في ذات الله قد باع دينه لك، وأنّه سيؤثرك على غيرك من المسلمين بدافع الأخوة والقرابة، وأنّه سيعطيك شيئاً ولو يسيراً زيادة على غيرك! ولكن، خاب ظنّك فيه، فإذا هي حديدة محماة قد أمسكت بها، ألهبتك ناراً، وجعلتك تتأوه ألماً، فقال لك أمير المؤمنين(عليه السلام) متعجباً: تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنم[2]؟!

لله أنت يا علي، لله أنت يا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيين، وقائد الغر المحجّلين، والله إنّا لنفاخر الدنيا كلّها شيعتك وأتباعك ومحبّيك قد رضينا بك إماماً وقائداً وهادياً مهديّاً، فأنت إمامنا وليختر غيرنا ما شاء له الهوى من أئمة، ونحن باتّباعك لسائرون على الصراط المستقيم.


[1] حبس عثمان العطاء عن عبد الله بن مسعود مدّة سنتين لخلاف بينهما وفي رواية ثلاث سنين, وكان قبل هذا قد ضربه وكسر أضلعه، راجع اُسد الغابة 3 : 259، وتاريخ المدينة المنورة 3 : 1049 ـ 1052، وتاريخ اليعقوبي 21 : 170.

[2] الصواعق المحرقة 2: 385.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست