responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 205

العراق يأكلها هضماً؟ فقال عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبد الله بن عامر[1] وهو ابن ست عشرة سنة فولاه حينئذٍ[2].

وجاء في (الطبقات): ((وكتب ـــ أي: عثمان ـــ إلى أبي موسى إنّي لم أعزلك عن عجز ولا خيانة, وإنّي حفيظ قيد استعمال رسول الله وأبي بكر وعمر إياك, وإنّي لأعرف فضلك, وإنّك من المهاجرين الأوّلين, ولكني أردت أن أصل قرابة عبد الله ابن عامر))[3].

فالأصل إذن في هذه التولية عند هذا (السلف) هي صلة ذوي قرباه دون الضوابط الشرعية الّتي يريدها الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) لمن يتولى أمثال هذه المناصب والّتي بيّنتها الأحاديث النبوية المتقدّمة، مع أنّه يعترف لأبي موسى ـــ جهراً ـــ بأنّه من المهاجرين الأوّلين, وأنّه من أهل القوّة والأمانة الّتي شهد القرآن بأنّهما الصفتان المرجّحتان لاستعمال العمّال كما في قوله تعالى: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}[4]. وأيضاً يشهد هذا (السلف) لعامله بأنّه قد استعمله رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر، وأنّ له فضلاً، ولكنها.. صلة القربى ومودّة الرحم!!

ولا ندري في الحقيقة هل الخلافة ريع يصدق في حقّها قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[5]، أو أنّها من أقسام الزكاة الّتي يصدق فيها قوله جلّ وعلا: {وَإِذَا


[1] وعبد الله هذا هو ابن خال عثمان، لأنّ أم عثمان هي أروى بنت كريز، واسم عبد الله هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.

[2] أنظر الاستيعاب 2: 693. ولعلّ الأصح أن سنه يوم توليته خمساً وعشرين عاماً كما ذكر ذلك ابن عبد البر نفسه في موضع آخر من (الاستيعاب 3: 933)، وابن سعد في (الطبقات 5 : 45).

[3] الطبقات الكبرى 5: 45.

[4] سورة القصص، الآية 26.

[5] سورة الأنعام، الآية 141.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست