responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 204

النفس المجبولة على الشر وسيلة إلى الانتقام من العدو، والنظر للصديق، وتتبع أغراض فاسدة، ولا يوثق بحسن عاقبتها ولا سلامة مجاورتها, فالأولى أن لا تطلب ما أمكن، وإن كان قد أخرج أبو داود بإسناد حسن عنه(صلى الله عليه وآله): (من طلب قضاء المسلمين حتّى يناله، فغلب عدله جوره فله الجنّة ومن غلب جوره عدله فله النار)))[1].

وفي (حاشية رد المحتار) لابن عابدين: ((وينبغي للسلطان أن يتفحص في ذلك ويولي من هو أولى لقوله عليه الصلاة والسلام: (من قلّد إنساناً عملاً وفي رعيته من هو أولى فقد خان الله ورسوله وجماعة المسلمين). وهذا لا يدلّ على أنّ ذلك مستحب، فإنّ الحديث يدلّ على إثم السلطان بتوليته غير الأولى، فافهم))[2].

وبيانات العلماء وفهمهم لهذه الأحاديث الشريفة لا يتعدّى فهمنا, بل فهم كلّ إنسان بصير بدينه بأنّ التولية لا تكون إلا بالنصيحة والأمانة ومراعاة الأفضلية الّتي مناطها فهم الكتاب والسنّة، بل هي لا تجوز ـــ أي: التولية ـــ لمن يفهم الكتاب والسنة وهناك من هو أعلم وأفهم منه بهما، وهي أيضاً لا تكون بالمحاباة أو بالقرابة المجرّدة عن الكفاءة والنزاهة، ومن فعل ذلك كان غاشاً للمسلمين، ومستحقاً للعنة، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتّى يدخله جهنم، نعم..، هذا هو صريح الألفاظ النبوية المتقدّمة!

فلننظر إلى توليات (سلفنا) هذا أو بالأحرى (سلفهم) كيف كانت وهو في سدّة الحكم ومقام الزعامة للمسلمين!

قال أبو عمر: دخل شبل بن خالد على عثمان(رضي الله عنه) حين لم يكن عنده غير أموي، فقال: ما لكم معشر قريش؟ أما فيكم صغير تريدون أن ينبل؟ أو فقير تريدون غناه؟ أو خامل تريدون التنويه باسمه؟ علام أقطعتم هذا الأشعري ـــ يعني أبا موسى ـــ


[1] سبل السلام 4: 117.

[2] حاشية رد المحتار 5: 504.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست