responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 187

بأمر من الله سبحانه وتعالى،(وهو ناصري), وفيه إشارة إلى التأييد والتسديد الّذي يتلقاه (صلوات الله وسلامه عليه) من المولى سبحانه.

ولكن، هل تراه اكتفى هذا الصحابي بهذه البيانات النبوية الواضحة والصريحة الواردة في كلامه(صلى الله عليه وآله) فيما أشكل عليه، ولم يتابع أقواله المتقدّمة بقوله الآتي: أو لست كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟! فقال له النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله): (بلى، فأخبرتك أنّا نأتيه العام)؟ قال: لا, قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) له: (فإنّك آتيه ومطوّف به).

ومع هذا لم يكتف هذا الصحابي بما واجه به النبيّ (صلى الله عليه وآله) من كلام مشكك بالنبوّة هنا، ولا بما استمع إليه من جواب منه(صلى الله عليه وآله)، بل ذهب إلى أبي بكر وواجهه بمثل ما واجه به النبيّ الأقدس(صلى الله عليه وآله) من الكلام، وأيضاً بنفس العبارات التشكيكية المتقدّمة بل وأشدّ منها، حيث قال لأبي بكر: ((يا أبا بكر أليس هذا (!!) نبيّ الله حقّا؟!)).

طبعاً وللمرء أن يتصوّر معنى الإتيان باسم الإشارة (هذا) في مثل هذا السياق، ومن حقّ القارئ أن يطالب علماء المسلمين وبالأخص علماء التفسير في تشخيص الّذين أساؤوا إلى النبي(صلى الله عليه وآله) ولم يمتثلوا لقوله تعالى: {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}[1]، ويظهروهم للأمّة بأسمائهم وأفعالهم كي لا يشتبه على الأمّة الأمر في سلفها! وهنا قال أبو بكر لهذا الصحابي المشكك: ((بلى)), قال: ((ألسنا على الحقّ وعدونا على الباطل))؟ قال: ((بلى)), قال: ((فلم نعطي الدنية من ديننا إذن؟)) [2].

وهكذا يستمر هذا (الصحابي) في تشكيكاته وإيرادته المخدشة بحقّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) حتّى بعد استماعه لكلام النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله) وردوده المباشرة على هذه


[1] سورة الحجرات, الآية 2.

[2] راجع تمام الحادثة في صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد، وصحيح مسلم في باب صلح الحديبية.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست