responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 188

الإيرادات، بل وحتّى بعد استماعه لكلام صاحبه أبي بكر ابتداءً، فقد أصرّ على إطلاق تلك العبارات المخدشة بالنبي(صلى الله عليه وآله)، مع أنّ المولى سبحانه قال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما}[1].

ولا يتصورنّ أحداً أنّ هذا الصحابي المشكك بنبوّة النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله)، وبعد عشرين سنة من صحبته له أنّه رجل عادي في الترتيب السلفي عند القوم, بل الأمر على العكس من ذلك تماماً, فهو يقف على قمة الهرم عندهم, ومنه يأخذون دينهم, وعنه تصدر عقائدهم وانتماءاتهم للإسلام!

ثمّ قيل بعد ذلك أنّ عمر بن الخطاب كان يقول في هذه القضية: ((ما زلت أصوم وأصلي وأتصدق وأعتق من الّذي صنعت مخافة كلامي الّذي تكلّمت به يومئذ))[2].

موقف آخر!

لم يكن الموقف المتقدّم هو الموقف الوحيد من هذا الصحابي بحيث لم تتبعه مواقف أخرى تبرز فيها جرأته واضحة للعيان على الجناب الأقدس للنبيّ(صلى الله عليه وآله) كهذه الحادثة الّتي يذكرها المحدّثون أنّه قام بجذب رسول الله(صلى الله عليه وآله) من ثوبه وأمام الناس، وفي رواية أنّه قام في صدره (!!) وذلك كي يمنعه من أداء الصلاة على عبد الله بن أبي سلول!

والمثير في الأمر بل المحزن حقاً أنّ هذا الصحابي الّذي يعدّه القوم من المحدّثين والملهمين عندهم ـــ كما تصفه بذلك رواياتهم[3] ـــ كيف غاب عنه ذلك


[1] سورة النساء، الآية 65.

[2] مسند أحمد 4: 325، تفسير ابن كثير 4: 211، تاريخ الطبري 2: 280.

[3] جاء في صحيح البخاري 4: 149 أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (إنّه كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدّثون، وإنّه إن كان في أمتي فإنّه عمر بن الخطاب)!

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست