responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 70

يوم الغدير الحاسم

أمر الله تعالى نبيّه(صلى الله عليه وآله) ــ بعد تكشّف نوايا القوم ــ بعدم الخوف منهم على نفسه وعلى الدين، فهم أقل من أن يعترضوا إرادة الله تعالى ويتغلّبوا على قدرته(عزوجل)، فأوجب عليه بعد تلك المحاولة تبليغهم أمر خلافة عليّ(عليه السلام) وولايته عليهم، وعقد البيعة له وجعلها في أعناقهم في حياته دون أدنى تردد؛ لأهمية هذا الأمر، بل توقف الرسالة والدين عليه، وأنّه(صلى الله عليه وآله) لم يبلغ الدين إن توانى وتردد بتبليغ هذا الأمر العظيم واستسلم للمعترضين، فطمأنه تعالى بأنّه سيتكفّل عصمته منهم عند تبليغه هذا الأمر بقدرته وتأييده، كما أشار لذلك تعالى بقوله بعد فعلهم ولغطهم ومنعهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) من تبليغ ذلك، فأنزل عليه آية التبليغ مطمئناً له مهدداً إيّاه بأنّه سوف لا يكون مبلّغاً للرسالة دون تبليغ هذا الأمر المكمّل لها والمتمم لمصلحتها والمحافظ عليها والحامي لأحكامها، غاضباً على فعلهم وعدم طاعتهم بعدم فسحهم المجال لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ليبلّغ هذا الأمر العظيم الذي لا يتمّ الدين إلاّ به، فأنزل(عزوجل) مؤكّداً هذا الأمر: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ}[1]، فطمأنه بالعصمة والحفظ منهم وأنجاه الله تعالى بصرفهم عنه بعنايته وإعجازه تعالى، فاستطاع(صلى الله عليه وآله) حينئذ تبليغهم رغم أنوفهم، وأخذ البيعة لعليّ(عليه السلام) منهم، دون أن يمسّه


[1] المائدة:67.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست