responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 234

وهناك منافقون لا يعلمهم إلا الله ورسوله، وهناك منافقون مردوا على النفاق لا يعلمهم حتّى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قد ذكرهم تعالى في قوله: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[1].

فهذه الأصناف من المنافقين كلّها موجودة ومدرجة ضمن أفراد الصحابة وهم مجهولون لنا، ومع كلّ ذلك لا نجيز لأحد التعرّض لهم بجرح وقدح، ونقول بأنّهم فوق ذلك، وأنّهم كلّهم عدول، وكلّهم في الجنّة، وأنّ الله تعالى قد اختارهم لنبيّه وعدّلهم ورضي عنهم ورضوا عنه أجمعين، ودون أيّ استثناء لأحد، ولو كان قد رأي رسول الله(صلى الله عليه وآله) مرّة واحدة!

أنا يا شيخي الفاضل أرى بأنّ هذا الكلام لا يستقيم! وهذه العقيدة لا تثبت بدليل يمكن الركون إليه والاعتماد عليه والاطمئنان له والتزامه ؛ لأنّ دليله عبارة عن عموميات محتملة في القرآن والسنّة وليست نصوصاً، وهي أيضاً مخصصة بنفس الكتاب والسنّة لوجود الاستثناءات والنقوض التي ترد عليها بكلّ صراحة ووضوح، مثل تسميته تعالى لأحد الصحابة فاسقاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}[2]، وكذلك ذكره تعالى لإمكان الردة فيهم حين خاطبهم تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[3]، بل صرّح تعالى بوقوع الارتداد والانقلاب منهم عند موت النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو قتله فقال: {وَمَا محمّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً


[1] التوبة: 101.

[2] الحجرات: 6 .

[3] المائدة: 54 .

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست