responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 145

فمرّة أردت مفاتحته بما اكتشفت، ولكن خانتني الشجاعة في البوح بذلك، وخشيت على نفسي من التفوّه له بشيء عن هذا الموضوع مع كونه ثقتي وموضع سرّي وأعزّ صديق عندي، ولكن الأمر ليس بالهيّن ومعلومات الرجل ليست كثيرة في هذا الباع من آراء وأقوال الفرق والمذاهب، فكيف سيكون ردّه لو أبحت له بما في داخلي وأعلنت له تشيّعي بعد أن عانيت ما عانيت معه لكي يصبح سلفياً ويقتنع بهذا المذهب الممقوت والمكروه في العراق ولا سيما في مسجدنا الإخواني الصبغة والتوجّه، ولم يمض على اقتناعه بالسلفية سوى سنتين تقريباً! فكيف أقنعه مرّة أخرى بترك السلفية واعتناق التشيّع مع أنّ التشيّع عندنا ممقوت مكروه منبوذ أكثر بكثير من السلفية؟!

ومرّت الأيام والشهور وأنا أحترق وأتألّم من حالي ومآلي، وما أنا فيه من انهيار مذهب أهل السنّة عندي بشكل قاطع وأكيد، وعدم استطاعتي ترك المذهب والمسجد والأصدقاء والأخوان هكذا دون نقاش مع أحد أو طرح لما توصّلت إليه واقتنعت به من دون تأكّدٍ من عدم إصابتي بالجنون أو الجنوح عن الصراط بإضلال النفس أو الشيطان أو انتقام الله وإمداده لي وتضليلي إن كنتُ مستحقاً للضلال؛ فكان لابدّ لي من مفاتحة أحد ممّن أعرفه بهذا الأمر، لأتأكّد من عدم فقداني لعقلي وعدم ضلالي، فأكون بالتالي على بينة من أمري وما أفعله من فهم وتفكير أدّى بي إلى ترك مذهبي وتغيير عقيدتي وهي أعزّ شيء أمتلكه، فتغيير العقيدة من أصعب الأمور على الإنسان على الإطلاق ؛ لأنّك ستهدم عقيدة راسخة عادة وتأتي بدلاً عنها بأخرى تحلّ محلّها فكأنّك تميت نفساً وتحيي أخرى!

فلم يبق أمامي سواه لأصارحه، لعلّه يقتنع بما اقتنعت به أو يوقظني من منامي على أقل تقدير!

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست