1 ـ إن حديث المقداد هذا هو واقعة أخرى غير ما تقدم من إعطائه الحلة حين احتاج إلى الكسوة، وإعطائه الدينار حين احتاج إليه.
2 ـ إن لهذه الحادثة رمزية خاصة، من حيث إنها إيثار.
ثم من حيث نوع ما آثره به، وهي درعه التي يفترض أن تحميه من سيوف ونصول وسهام أعدائه، التي يراد لها أن تفتك فيه، وتزهق روحه. فكأنه (عليه السلام) جاد له بنفسه.
(والجود بالنفس أقصى غاية الجود).
3 ـ إن هذا الإخلاص والإيثار استحق أن يجد (عليه السلام) التعويض عما أنفقه مادياً ومعنوياً إلى الحد الذي تولت الملائكة فيه التجارة له، ومعه.
4 ـ إن ما فعله جبرئيل وميكائيل لم يأت في سياق المكافأة. لأن ما يستحقه من ذلك لا يقدر بثمن. بل جاء في سياق إيجاد المخرج من الحيرة. وهذا ينبئ عن أن المكافأة الحقيقية لا مجال لتصورها في أهميتها وعظمتها.