responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 116

وواضح: أن الإنسان إذا بلغ هذا الحد، فإن أمله يتضاءل ويذوي.. كما أنه يفقد شيئاً من عنفوانه، ومن قوة شخصيته.

إذن، فحالة هذا الشخص تثير العطف الشديد، وتوجد اندفاعاً قوياً لمساعدته، ممن يرى ذله، وعجزه، وحاجته، وانكساره..

وفي المقابل كان الباذلون للطعام، الذين تتحدث عنهم الآية الشريفة، قد صاموا يوماً كاملاً، واحتاجوا إلى الطعام بصورة حقيقية وفعلية، وضعفت أجسادهم، ولا سيما أجساد الأطفال الذين في جملتهم، وكانوا صائمين أيضاً..

وهؤلاء الأطفال ليسوا كسائر الأطفال، بل هم خيرة الله سبحانه من خلقه، وصفوته من عباده..

وقد كان من الطبيعي أن يتنازع أولئك الباذلين عاملان:

أحدهما: يدفعهم للبذل، وهو حالة المسكين الصعبة للغاية.. وحالة حاجتهم الذاتية للطعام..

وثانيهما: الحاجة العاطفية للإحتفاظ به، لأجل طفلين هما الغاية في الكمال، والنبل، والفضل، والصفاء.. ولا شك في أن أحداً على وجه الأرض، لا يملك مواصفاتهما، وميزاتهما.

فإمكانية الإستجابة للعامل الأول تبقى موجودة، وفيها شيء من القوة.. فإذا استجابوا له، فإنهم ـ ولا شك ـ يكونون قد قاموا بعمل عظيم، ولكنه ليس مستحيلاً، بسبب قوة التحريك للعطاء، من خلال الإنسجام العاطفي والإنساني، مع حالة المسكين.

نام کتاب : الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست