responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 286

واستباح داره، فلا أقل من أن لا يسالمه ولا يريه ما يحب، وبالمقابل فإن عدوه أيضاً لا يسالمه ولا يثق به، وهذه علاقة تقتضيها طبيعة العلاقة البشرية، وفطرة الإنسان التي جُبل عليها.

ولم تتوقف مواجهة الأُسرة للأُمويين عند والد أبي بكر وجدّه بل كان لعمّه عمارة بن عمرو بن حزم نفس المواقف حيث حمل السلاح ضد بني أُمية حتى قتله الحجاج سنة (73 هـ) مع ابن الزبير، وأرسل برأسه ورأس ابن الزبير ورأس عبدالله بن صفوان إلى المدينة ثم ذهب بها إلى عبدالملك بن مروان في دمشق[1].

وهكذا يتحصل لك ممّا تقدم أن علاقة أبي بكر ببني أُمية علاقة عداء ودم منشأها أمران؛ الأوّل: كونه من عائلة حملت السلاح ضد الأُمويين ووقع الدم بينهم فكان منه أن قتلوا أباه وعمّه والعديد من أُسرته، والثاني: أنّه أنصاري والأصل في العلاقة بينهم وبين الأُمويين وكما أشرنا له سابقاً هو البغض والعداء، فإذا جمعت الأمرين عندها تتبين لك كم هي الهوة بين الرجل وبين الخط الأُموي، وكيف لابدّ أن تكون نظرة الأُمويين له، وهل يمكن بحسب الموازين الطبيعية تجاوز كلّ هذا العداء والتاريخ الدموي؟

ولكن العجيب أنّ الرجل وعلى خلاف المعروف في علاقة بني أُمية بأعدائهم، بل وعلى خلاف الثوابت الطبيعية في العلاقة بين الأعداء، استطاع الرجل أن يتجاوز كلّ هذا التاريخ وكلّ هذه المسافات ليصل بعلاقته ببني أُمية إلى مستويات لم يصلها إلاّ الخواص فكيف حصل ذلك، وما هو الثمن الذي دفعه أبوبكر ليصل الى ما وصل إليه؟


[1] الكامل / ابن الأثير، 4: 357، التاريخ الكبير / البخاري، 6: 497 / 3097، أسد الغابة / ابن الأثير، 3: 185 ترجمة عبد الله بن الزبير.

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست