نام کتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 94
العبرانيّة وكان يجيدها أيّما إجادة ، أتاحها له اختلاط بسيط بالطائفة
الإسرائيليّة في بغداد، أثناء ارتياده بِيَعَهم وتوراتهم لاستطلاع دفائن الأسرار والإشراف على مواطن الضعف في الكتب المقدّسة ، ويحسن اللغة الفارسيّة بصورة فائقة ; وحدّثت في التالي بأنّه كان ملمّاً بالإنجليزيّة [1].
وقد كان البلاغي يمتلك عدداً من نسخ الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد ، وباللغات العبريّة والإنكليزيّة والفارسيّة ، يعتمد عليها في حكايته لنصوص الكتاب المقدّس ، وقد أشار إلى مواصفات كلّ نسخة ولغتها ومكان وتأريخ طبعها في الصفحات الأُولى لكتابيه الهدى إلى دين المصطفى و الرحلة المدرسيّة .
علماً بأنّ تعلّمه للّغه الفارسيّة يعدّ آنذاك أمراً سهلا ; لكثرة تواجد الإيرانيّين في العراق ، خصوصاً في المدن المقدّسة .
أمّا تعلّمه اللّغة الإنكليزيّة والعبريّة فيعدّ من الأُمور الصعبة جدّاً ، بل يعتبر من المجاهدات الكبيرة آنذاك ; إذ أنّ أجواء الحوزة العلميّة لا تسمح بذلك أبداً ، بل كانت تحارب من يحاول تعلّم تلك اللغات باعتبارها لغات الكفّار .
والعلاّمة البلاغي لم يوضح كيفيّة تعلّمه تلك اللغات ، ولم تتعرّض المصادر التي بين أيدينا لذلك أيضاً ، إلاّ ما أشار إليه المحدّث الشيخ عباس القمّي بقوله : " وكان يجيد اللغة العبرانيّة لاختلاطه بالطائفة الإسرائيليّة ببغداد "[2] .
ويقول الأُستاذ المحقّق السيّد أحمد الحسيني ـ حفظه الله ورعاه ـ :
فمن أين تعلّم هاتين اللغتين ـ الإنكليزيّة والعبريّة ـ مع تعسّر وجود من يجيدهما في ذلك الوقت ؟ وكيف توصّل إلى إتقانهما بحيث يمكنه فهمهما والكتابة بهما ومعرفة جزئيّاتهما ؟
أمّا اللغة الإنكليزيّة فلم نهتدِ إلى كيفيّة تعلّم الشيخ إيّاها .
وأمّا اللغة العبريّة ، فكان جماعة من اليهود آنذاك يتجوّلون في مدن العراق ويحملون