نام کتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 70
أسرع بواسطة التزاوج .
وربما تكون تأثيرات بعض البلاد تتبدّل في البلاد الأُخرى إلى تأثيراتها في نحو جيلين ، فقد شاهدنا رجالا مع نسائهم من بلاد سنّتها علوّ مقدّم الرأس على الجبهة وتثليث الرأس ، وهم على تلك السنّة قد انتقلوا إلى بلاد سنّتها استدارة الرأس واعتدال وضع مقدّمه على الجبهة ، فأخذ نسلهم في هذه البلاد يتحسّن بحيث يزيد الولد الثاني على الولد الأوّل في التحسّن ، حتّى صار الجيل الثاني على سنّة هذه البلاد ، وشاهدنا العكس أيضاً .
ومن المعلوم أنّ للأقاليم تأثيراً تمتاز به في الألوان ، فإنّه لا يوجد في خيل بلاد العرب ما نصفه أبيض خالص البياض والباقي أحمر أو أشقر أو أسود ، كما يوجد بكثرة في بلاد الترك[1] .
الثالثة :
قال :
وأيضاً قد وجدت في الحفريات في طبقات الأرض قطع كثيرة من الصخور ، تشبه في الوضع والهيئة بعض الآلات الحديديّة ، كالفؤوس والمناشير والسكاكين وأسنّة الرماح ورؤوس السهام . فجزم الناس بلا ريب بأ نّها آلات من صنع البشر ، قد صنعوها لأجل غايات مقصودة لهم في أعمالهم ، ونسبوها لعصر خاصّ كانت هي آلاته قبل إيجاد الآلات الحديديّة ، وسمّوه " العصر الصواني " .
مع أنّ هذه القطع التي وجدوها لم يرها أحد مستعملة في غاياتها ، فلماذا لا يقول الناس : إنّ هذه القطع بهيئاتها الخاصّة إنّما هي من أعمال النواميس الطبيعيّة ، بسبب تأثيرات عوامل الاستحجار المقرونة بأوضاع معدّاتها التي تنتج هذه الهيئات الخاصّة ، كما هو في صغار الصخور والصوان التي يكثر فيها أن تكون
على أشكال هندسيّة : كالمسطّح والمستدير ، وما يكون مثل نصف الدائرة ، أو قطعة منها ، وكالمخروطي بقاعدة هلاليّة ، أو كنصف دائرة مع التناسب في سمكه ، وكالكرة ، والشكل البيضي ، والاسطوانة بقاعدة هي كنصف كرة أو قطعة منها ، إلى غير ذلك من الأوضاع