responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 119

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام إلى بلاطه ، تلك المحاولة التي سجّلها التاريخ بأحرف من عزّة وإباء :

أرسل المنصور العباسي إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام متوددا : لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه : « ليس لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ولا أنت في نعمة فنهنيك ، ولا تراها نقمة فنعزيك بها ، فما نصنع عندك؟ ».

فرد عليه المنصور : تصحبنا لتنصحنا؟ فأجابه الإمام الصادق عليه‌السلام بقوله : « من أراد الدنيا لاينصحك ومن أراد الآخرة لايصحبك » [١].

في عصر تزلّف به المتزلفون ، وتقرّب تجّار الدين بالدنيا إلى سلاطين الظلم وأئمة الجور ، كمالك بن أنس وغيره ممن كانوا يتردّدون على حكّام شهد لهم التاريخ بفظائع تكرّرت مع حلول كلّ واحد منهم على هرم السلطة في الأمّة.

ولم يكن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام مؤسس جامعة العلوم الإسلامية في المدينة ، والتي تخرج منها أربعة آلاف عالم في مختلف العلوم والفنون متبعاً غير منهج آبائه وأجداده في الالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل ، الذي لم تشبه شائبة ، ولم يخالط كيانه دخيل من دخائل المتسلطين على رقاب المسلمين من بني أمية وبني العباس ، الذين لم يكن همّهم رعاية الدين ، بقدر ما كانوا يبحثون عمّن يمرّر مصالحهم ، ويحقّق مطامحهم ، ويكرّس رغبتهم في ترويض الأمة ، وإخضاعها لإرادتهم ، وقد نجحوا في ذلك من خلال غرس عقيدة تحريم الخروج على أولئك الحكام ، بدعوى محاربة الظلم ، ناسبين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهيه عن ذلك بقوله : « ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع. قالوا : أفلا نقاتلهم؟ قال : لا ما صلوا » [٢].


[١] كشف الغمة للاربلي ٢ : ٤٢٧. مستدرك الوسائل ١٢ : ٣٠٧.

[٢] صحيح مسلم ٦ : ٢٣.

نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست