نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 41
وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب على ذروة المهاجرين والأنصار،
عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، آخى بين الناس وترك
عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا، فقال: يا رسول الله، آخيت بين الناس
وتركتني، قال: ولم تراني تركتك؟ تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن
ذكرك أحد فقل: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدعيها بعد إلا كذاب [1]،
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: " أنت أخي في الدنيا والآخرة " [2]. قال
ابن كثير: " كان المشايخ يعجبهم هذا الحديث لكونه من رواية أهل الشام " [3].
وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيت علي بن أبي طالب ذروة البيوت، فعن زيد بن
أرقم قال: " كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد، فقال
النبي يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، فتكلم في ذلك الناس، فقام
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أمرت بسد
هذه الأبواب إلا باب علي، وقد قال فيه قائلكم، وإني - والله - ما سددت
شيئا ولا فتحته، ولكن الله أمر بشئ فاتبعته " [4]، وفي رواية، قال صلى الله عليه وآله وسلم: " ما
أخرجتكم من قبل نفسي، ولا أنا تركته، ولكن الله أخرجكم وتركه، وإنما أنا
عبد مأمور، ما أمرت به فعلت، إن أتبع إلا ما يوحى إلي " [5].
وهذا الحديث رواه جمع من الصحابة، منهم: سعد بن أبي وقاص،
وزيد بن أرقم، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وجابر بن سمرة،
وأنس بن مالك، وبريدة الأسلمي، وعلي بن أبي طالب، وقال السيوطي:
ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة، بل المتواترة أنه صلى الله عليه وآله وسلم منع فتح باب شارع
في المسجد ولم يأذن لأحد ولا لعمه العباس ولا لأبي بكر، إلا لعلي، وقال
[1]رواه أحمد وأبو يعلى، كنز العمال: 13 / 140، تحفة الأحوازي: 10 / 222.